هوامش من دفتر الأنفار هي هوامش بدرجة عناوين رئيسية، حيث المبارزات الصوتية في كل فصل بين رواةٍ يجمعهم الزمكان فقط، وتفرق وجهات نظرهم كل الأشياء الأخرى.
أسلوب الكتابة يجبر القارئ أن يُخضع جميع الشخصيات لجهاز كشف الكذب دون جدوى، لأن الكذب هنا ليس غاية، بل وجهة نظر نابعة من تراكمات شخصية، جعلت للحقيقة الواحدة منظورات متعددة. الجميع عاشوا نفس الحدث، وكان هذا الحدث هو الثابت الوحيد في الحكاية؛ إلا أن الأصوات لم تتناقل الحدث نفسه، بل تناقلت ناتج تفاعل كل شخصية معه.
كون الكاتبة "صنايعية" قصة قصيرة، مكنها من الحفاظ على درجة مناسبة من التكثيف، رغم تجاوز الرواية حاجز الثلاثين ألف كلمة.
تعدد الأصوات غير الشيزوفريني، والتكثيف المتقن لم يسرق من غلّة الصورة. الرواية سينمائية، بعوالم وأماكن بصرية غنية، وهذا ما يتطلبه أي عمل يُصنّف كـ"فانتازيا تاريخية".
بعد القراءة الأولى، تذكرتُ قول روبرت مكي، أستاذ السيناريو والكتابة الإبداعية:
"السيناريو هو إعادة الكتابة" – وهذا ينطبق، بتصرّف، على هذه الرواية، التي أرى أن قراءتها الحقيقية تبدأ من إعادة قراءتها.