في حياتنا يوجد أناس لا يمكن الاستغناء عنهم، حتـى لو كانوا ملحًا خالصًا.
ملحٌ على المائدة
نبذة عن الكتاب
"كثير من الملح يفسد الطعام، القليل منه يصلحه، يجعله مستساغا. غير إن الملائكة حين يطوفون بالبيت، ويتجولون في أنحائه، بهياكلهم الشفافة، تتحرك الستائر، تترنح المصابيح، وتزلزل الأسقف دون الجدران. حسنا، بي رغبة في أن أعبر عن استيائي من تلكم السهام التي تم رشقها في قلبي، عبر أكثر من نصف قرن، وعشرين سنة، ما بين بسيطة وكبيسة. الآن، أنظر إلى صورتي المطبوعة على الأغلفة الخلفية المصقولة لكتبي. أبدو صاحب نظرة رومانسية حالمة، بينما أنا وحدي الذي أعرف حقيقة أن قلبي قد انشطر، منذ أحببت "مونة" على البعد، فوهبتني طاقة لطف لا تنتهي أبدا. لقد أُسدلت الستائر، فلم نعد نتقابل إلا في الظلام الرؤوف، لكن النور الذي ينبعث من قلبها الرحيم، يغمر الغرفة بضوء وهاج، فتصدح عصافير الشرفة بلونها الرمادي الضارب إلى الزرقة قبل أن تعود لأعشاشها. أخشى أن أخبرها بسري الدفين الذي كتمته طويلا: أحبك، منذ رأيتك عبر النافذة الزرقاء الموشاة بزهر البنفسج. ربما غضبت ملائكة مدينتي، وصعدت في احتجاج مكتوم، تاركة إياي مع ذنوبي التي لا تعد ولا تحصى."التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 136 صفحة
- [ردمك 13] 9789777487412
- دار الأدهم للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
15 مشاركة
اقتباسات من كتاب ملحٌ على المائدة
مشاركة من Avin Hamo
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Avin Hamo
ملح على المائدة
الكاتب لم يكتب قصصًا بقدر ما كتب اعترافات صغيرة، مكسوّة بالهدوء، لكنها مشتعلة من الداخل. كل قصة من المجموعة تفتح بابًا سريًا نحو عالمٍ لا يُرى، بل يُحسّ.
الكاتب سمير الفيل لا يصرخ في وجه الحياة، بل يهمس لها، يراقبها من زاوية لا نراها نحن، ويكتبها بلغةٍ تشبه رائحة الخبز في حيّ فقير.
لغته ليست متكلّفة، لكنها تعرف كيف تُربك القارئ، كيف تجعله يعود إلى السطر السابق، فقط ليشعر بشيءٍ فاته.
تبدأ المجموعة بإهداء لا يُنسى: "إلى البسطاء، المساكين، الصبورين، ملح الأرض الطيبة."
وهذا الإهداء وحده يعلن من سيكون أبطال الحكايات: أولئك الذين لا تُكتب أسماؤهم في الأخبار، ولا تلمع وجوههم في الشاشات. أبطال الكاتب هم الناس الذين يمشون بجوارك كل يوم، ولا تعرف كم يحملون في صدورهم من مواجع صامتة.