دَفنُ الزوجِ العجوز كان دَفنًا مُخجلًا بائسًا، دَفنٌ مترَع بالعار الحاطِط على أولاده وأحفاده فقد عاش ربُّ عائلتهم سنوات وهو مَذلول من زوجتِه الصقلية الشقراء سنوات وهو نموذجٌ يُضرب به المثلُ للمَهانة الذُّكورية، في مجتمعٍ يُؤلِّه الرجلَ ويُهين المرأة فكان الزوجُ الميت يمثل مَهانة الرَّجل المتعالي حين يَسقط من عَليائه، لتصعدَ المرأةُ المتردّية عليه وتُبقيه في مَوضعها السفلي سنواتٌ أخرى والصقلية تواصل انتقامَها من القبيلة التي عاشَت فيها مُهانة أشعلتِ الفتنة بين الرجالِ والرجال، والنساءِ والنساء، وبينَ الرجال والنساء صارت هي النارَ التي طالتْهم كلهم تغوي الذكورَ وتُغيظ الإناثَ ولا تسمح لأحدٍ أن يَقترب من جسدِها إلا مَن
ذو اللبدة: جبل الصعاليك
نبذة عن الرواية
ولمّا سألوا رجالَ القوافل التجارية التي تمَّ نهبُها، لماذا لم تقاوموا؟ قالوا إنّ الناهبين كانوا فرسانَ الصعاليك الشَّرسين الجبابرة، وما أذراكم بفرسانِ الصعاليك؟ لا يَخشون على حياة تبقّى، أو يَهابون موتًا يسعَى. مَنبوذون فاقدو الأملَ في حياة كريمة، كارهون لِتَقاليدنا القبَلية التي اضطّرتهم للتَّشرد والصَّعلكة، واللُّجوء إلى جبل الصعاليك. وفيهم مُجرمون بالسَّليقة، وأقلُّهم يبتفون سفكَ الدماء؛ فسفكُ الدماء عندهم غاية. وعشقُ السِّر فيهم فِطرة شيطانية. ثمّ يا ناس أنتم لم تَعرفوا بأسَ كبيرهم ذي اللبدة. ولا يعلم مَن ذو اللبدة إلا الذي شاهدَ ذا اللبدة بجسدِه المَهول. ولا يعلم حقيقة الفارس ذي اللبدة إلا مَن شاهدَه في قتاله. ولا يعلم يقينَ ذي اللبدة إلا مَن بارز بنفسِه ذا اللبدة، وانهِزمَ منه وأبقاه ذو اللبدة حيًّا، عفوًا منه ورحمةً فهو رحيم شَفيق.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 127 صفحة
- [ردمك 13] 9789779626062
- دار إشراقة
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
34 مشاركة