سعد زغلول والقومية المصرية
تأليف
جورج دونهام بيرس
(تأليف)
باهر سليمان
(ترجمة)
من هنا يمكن أن نسأل، ما أهميّة أن نقرأ عن "سعد زغلول" باشا بعد أكثر من مائة عام على وفاته؟ إنّ إجابة هذا السؤال تكمُن في فكرة الاستمراريّة التاريخيّة، أنَّ ما حدث بالماضي هو بالضرورة مؤثِّر على الحاضر، بل الحاضر هو أحد تشكُّلات هذا الماضي، فأهميّة دراسة سعد باشا تكمُن في إبراز دور "الأمّة" كفاعل تاريخي، سواء في صنع الزعامات الوطنيّة وتدعيمها أو في قدرتها على التغيير السياسي، وهذا ما يُعطي تجربة "سعد" باشا فرادتها التاريخية، فهو رغم كلِّ حُنكته السياسيّة إلا إنه بالنهاية لا يتميَّز عن رفاقه في النضال الوطني مثل "عدلي باشا" و"عبد الخالق ثروت باشا" وغيرهم، فكلُّهم كانوا قادرين على قيادة سفينة المفاوضات مع البريطانيّين إلى الخطّ المرسوم الذي لم تتزحزح عنه بريطانيا، وهو نهج "الاعتدال". ما ميَّز "زغلول" عن كل هؤلاء أنّه في لحظة تاريخيّة كان مدفوعًا بتأييدٍ شعبي كاسح. في الواقع، فعلَتِ الجماهير ما بوسعها، أيَّدت "سعد"، أعطته تفويضًا مطلقًا للتعبير عن مطالبها في الاستقلال التام، وانخرطت تحت كاريزميَّة "سعد" في مشاحَنات مع الفصائل السياسيّة الأخرى المُناوِئة له.
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 223 صفحة
- [ردمك 13] 9789779626024
-
دار إشراقة
تحميل الكتاب