البيّنات في علم المناسبات
تأليف
فايز بن سياف السريح
(تأليف)
لَمَّا كان هذا الكتابُ بهذه المثابةِ دعا الناسَ لتلاوته، وتدبُّرِه، والعمل به، فأقبَلَ العلماءُ على مَعِينه، ووردوا بحرَه، وغَرَفوا من زُلَاله، فاستخرجوا منه الهدايات العظيمة، والجواهرَ الكريمة، حتى خُصَّ ذلك بعلمٍ مستقلٍّ يُعرف بـ «علوم القرآن». ولمَّا كان القرآنُ بحرًا خِضَمًّا من العلوم المتنوِّعة، والمعاني المختلفة، تنوَّعَت علوم هذا العلمِ، وكان من بين هذه العلوم التي تخرج من رحمِ علوم القرآن «علم المناسبات» بين السُّوَر والآيات، وقد أحببتُ أن أشارك في هذا العلمِ بما يسَّره الله لي من الاطِّلاع على ما كتبه علماؤنا الأجلَّاء، وأفذاذُ الأُمَّة النجباء، وقبل الشروع في المقصود يَـحسُن بي أن أقدِّم لهذا العلمِ بمقدِّمةٍ أذكر فيها بعضَ الجوانب المتعلِّقةِ بهذا العلم