رواية بديعة، انطباعية تأثيرية، غمرتنا بفيضان من الأحاسيس وطوفان من المشاعر، أودعتها الكاتبة بين طيات صفحاتها الأولى، فصارت تموج بعذوبه فائقة، وتأخذنا معها لنتعرف على "جميلة" وحكايتها، ثم بعد ذلك تبدأ فاصلاً تشويقياً كثيفاً، مشبعاً بخيال جامح، وميتافيكشن الراوي الدخيل يوسف، وست حيوات سابقة، والبوح على شاطئ البحر.
"جميلة" وأحلامها، وموت كريم ومسبحة الكهرمان الدليل الوحيد الباقي، واللعنة المُتصَوَرة التي تحوم حول أسرتها، ثم الأصدقاء الجدد، وعبد الرحمن وتأرجحه، والجدة التي تشبهها وقطتها بوسي وقبرها، وحكاية موت أبيها، وهامش أمها وأختها وحكاية أخيها يوسف، ومدينتها بورسعيد ومشكلة الانتماء، ثم تناسخ الأرواح والحيوات السابقة المتوترة.
☆ في الحياة الأولى: اخفاء الهوية والدين، والهروب بلا خوف، والحفيدة هي الجدة.
☆ في الحياة الثانية: زهرة شقائق النعمان، بحواسها الكاملة وتأثرها وتفاعلها.
☆ في الحياة الثالثة: رجل متواضع الحال، ومسجد فاطمة النبوية، والذاكرة المعتمة.
☆ في الحياة الرابعة: طفل وبيت وحقل ومعبد الإلهة باستيت، وامرأة وطفلها.
☆ في الحياة الخامسة: فتاة ووباء، وحجر في حفرة شاسعة، والموت وعودة الجثمان.
☆ في الحياة السادسة: المدينة والحرب والبحيرة والمركب والغارة القاتلة، والأم.
أحسنت الكاتبة في اختيار صوت الراوي العليم المنحاز دائماً إلى جميلة، حتى صرنا جميعاً متعاطفين مع قصتها ونعيش معها حياتها وكل الحيوات الأخرى.
وأخيرا تنتهي الرواية بحلم جديد، قطة رمادية رفيعة بعينين خضراوين، لم ينته الحلم ولم نخرج منه، حتى بعد انتهاء الرواية.
أبدعت الكاتبة الشابة أفنان فهيد في تجربتها الجميلة، وجعلتنا ننتظر المزيد.