يوم الجرو
تأليف
محمد الحارثي
(تأليف)
كيف يحكي الواحد منَّا سرًا مضى عليه أكثر من أربعين سنة؟ أخاف أن يكذِّبني أحدكم. أقسم لكم أنه حدث، وحدث أمام عيني وسمعي، أنا الذي سمع ورأى، وسكت حتى اليوم. هذ السرّ يضايقني ويؤلمني كبْته، يأتي لي في المنام على شكل ضبعٍ هائمٍ على وجهه، جائع؛ الرأس رأس ضبعٍ والجسد جسد أسدٍ ضخم الجثة. الحلم الذي يتكرر عليَّ دائمًا هو أنني أقف إلى جوار هذا الأسد الضبع أو الضبع الأسد. أقسم لكم أنَّ هذا الكائن العجيب لم يهجم عليَّ في المنام ليفترسني رغم جوعه، لكنه يُمعن النظر فيّ وأنا أريد الهرب ولا أستطيع، وإذا ملَّ مني ومن التحديق بي، انتصبَ واقفًا وأخرج أيره المنتصب العريض الجافي وصرخ فيّ: "انظر إلى رأس السلحفاة... إنه لك"، ثم يقترب مني، عندها ترتعد فرائصي وأصيح في الحلم وأستيقظ خائفًا أصيح.