الآن
تأليف
إسراء حسن سلام
(تأليف)
بعد أن يمر العمر ستقف ناظرا إلى الوراء .. ماذا لو اخترت أشياء أخرى ، ماذا لوعدت إلى الوراء؟
ــ لقد كان وسوف يكون.
كلماته مبهمة في كثير من الأحيان ، قذفها إلينا كصاروخ مدفعية، أراد أن ينطلق به ثلاثتنا إلى حيث يريد كل منا.
اصطففنا بينه وبين الشجرة العملاقة ثابتة الأركان ، وقف يتحدث إلينا كناظر مدرسة يوبخ تلاميذه على فعلة نكراء ، وكلما اشتد توبيخه ، وزادت حدة كلماته ، يخالج كل منا شعور مختلف عن الآخر تماما .. نفس الفم المتحدث ولكن آذان المستمعين تختلف ، أحدهم كأنه أصم لا حاجة به إلى الكلام . وقع ما قد وقع ولا عزم له ليتفادى القادم ، وأنا قابع في المنتصف بين التقدم والتقهقر، هل تلهمني الكلمات أم أرتد على عقبي ، وأمضي في اللاطِريق ، أما الأخير فهو من فاز بكلمات الناظر الرؤوم ، إذ رأى أنه مازال أمامه من العمر فرص كثيرة ، وأن الطريق طويل يستحق المثابرة ، عله يكون قادرا على السير دون عوج أو ضلال ، طالما أنه وجد سراجا ينير عتمته.