اقتباسات علاء الديب

❞ يدخل في الليل إلى الشرنقة القديمة، إلى غرفات ضيقة خالية من الأثاث. ويكون وحيدا. سكون يتصاعد ويُبقي رأسه خارجا، ينظر ويتنفس. تغلق صفحات الكتب. ❝

❞ فكر في أنه قد يكون سقط من فوق هذا الجبل ولم يشعر. موجود هنا على هذا المقعد بعد السقوط. حجر من الأحجار، لكنه لا يثير غبارا ولا يسمع لسقوطه ضوضاء. ❝

❞ صار المقهى الحجري البسيط كازينو، بطريقة رديئة. أعيد تنظيمه، فاختفى الجبل ولم تعد تراه أو تشعر به وامتلأ المكان بلمبات كهربائية ملونة ومناضد مخبوءة سيئة القصد. ❝

❞ الليل ما زال في أوله، والمسلسل التلفزيوني يشد الناس جميعا، فيسود صمت فاجع، كأن وحشا أسطوريّا يزور المدينة كل يوم. فيغتصب النساء، ويسلب الرجال قدرتهم وعقولهم ليتركهم بعد ساعة غير صالحين لشيء، كأنهم مدافعون أغبياء عن مواقع مهزومة. ❝

❞ الكل يرغب في السفر ويتحايل عليه، ومع ذلك ما زالت الشوارع مزدحمة، وما زالت المدارس تقذف بالأولاد في الفسح وفي نهاية الدورات وكأنهم قطعان غير مهذبة وغير مرعية، أين البيت؟ أين الوطن؟ ❝

❞ ولكنها هي الأخرى متعبة ووجهها متعب، وملابسها قديمة. ويداها خشنتان من المسح والغسيل. الشجاعة تنزوي في الأركان، والحياة الشريفة أصبحت تحتاج إلى أنبياء. ❝

❞ خرجا ولم يكونا من الأموات، إلا أن حيرة غريبة وقفت حائلا بينهما وبين أن تعود الحياة كما كانت، أصبحت تلك الحيرة هي الرباط، كأن الحياة صارت بعيدة لا تلمس، كأن الناس الذين يخوضونها بحماس ونهم مردة أو غيلان لا تشعر ❝

❞ يا سيدي أنا لا أبيع.. ولا أشتري.. لقد أغلقت الدكان اتركني في حالي أرجوك. ❝

❞ أما أحمد صالح فقد كان يقول له، وهو يداعبه: أنت من تعرى على شط الحياة ولم يستحم، أنت غواص في كوب شاي.. شاعر بلا جنون. فيضحك عبد الخالق لكنه يظل يذكر الكلمات. ❝

❞ من أطلق كل هذه الغيلان، وماذا تريد؟

‫كاد يتشاجر مع بائع الفاكهة الذي يلح عليه، وصاح في وجهه: «مش عاوز يا أخي.. مش عاوز»، استدار الرجل عنه وكأنه لم يسمع، وعاد يصرخ على بضاعته بصوت قبيح. ❝

❞ غادر المقهى وكأنه فقد صديقه، فقد كان ظلامها الرطب الهادئ الممتد إلى الداخل يحتويه في فترات العصر، ويبدو الشارع من الفتحة المضيئة البعيدة كأنه عالم صامت ❝

هو قد خلع نفسه من السياسة، أو هي التي خلعته ولكن بقيت فلسطين السليبة معنى يسافر وراءه، واسما يبحث عنه في دواوين الشعراء، وكلمات الصادقين. كوى بها جراح يونيو، وعيش الفقراء حوله والمطحونين، ولا طاب جرح ولا نفع دواء.. سمع أحد المدرسين يشير إليه ساخرًا: «بتاع فلسطين».

دفعت الزوجة الباب الحديدي تريد أن تغلقه، وأطلت برأسها تناديه للمرة الأخيرة. ‫ـ ادخل يا زوجي، ادخل، العاصفة شديدة وقدماك ضعيفتان ‫رد عليها من بعيد وفي صوته غناء: ‫ـ دعيها تهب أريدها أن تهب. أريدها أن تهب ‫عاد صوتها يسأل:

أن أكتب فيها نقصي، وضعفي، وجرائمي التي أحاول أن أكتبها لكي أغفرها لنفسي. من غير هذه الأوراق يرحمني. يعينني على احتمال أزمتي القلبية الجديدة.. وكل هذا الجنون؟

ق

العمل هو القيمة الوحيدة، إنه نعمة الوجود الكبري

أريد أن أهرب من مصير الأرواح الملعونة الساقطة إلى الأبد إلى قاع الجحيم .

أنسج من آخر خيوط الليل فجرا من البنفسج بلله الندى .

قصيدة قديمة حاولت أن أكتبها -وما زلتُ أحاول- .

كان القمر شتويا رائعا يصارع سحبا قوية ملونة .