اقتباسات سمر عبد العظيم

في الطب الشرعي اعلم أنه لا يوجد مستحيل، ولا يوجد تأكيد، ولا يوجد نفي مطلق.. يوجد فقط إعمال عقل وتفهُّم مشاعر الميت؛ لتعرف ما جعل المُحَال ممكنًا.

كان الباب والشباك يسببان لي الهلع؛ فوراءهما عالم كبير أناسه كثيرون.. عالم لا يريدني ولم أعد أريده..

«من الصعب أن تتعرف على الشيطان وهو قابع على كتفك، فالشخص السيكوباتي ليس إلا إنسانًا طبيعيًّا قبل أن يصبح اسمه في عناوين الأخبار»

‫ بكي ماسترمان

فلا يوجد سيد للأدلة الآن، فكل الأدلة تحتاج لـ«تثليث».

هناك خط فاصل بين الضغط على المتهم حتى يعترف، وبين الضغط عليه حتى يقول أي شيء.. أصبح هناك حد أقصى لمدة الاستجواب، وذكرها العلماء باثنتي عشرة ساعة، وما زاد على ذلك فهو ضغط لن ينتج عنه صدق.

«ميت مطلوب للشهادة» محاولة لاستخدام القصص؛ لمساعدة القارئ على أن يفتح أفقه ليسأل السؤال الجيد، ولا يقبل إلا الإجابة الجيدة.

هكذا كانت لحظة الموت.. عشتها كعمر كامل، وكأني في مراجعة سريعة لحلم عشته قبل الامتحان.

«الناسُ نيامٌ فإذا ماتُوا انتبَهوا»

في قَدَرِك يا رب رحمة لا تنقطع!

بداية علاقتي به، ذلك الصوت الذي وُلِدَ من رحم انهزامي، وُلِدَ ومعه ثقة لم يدنسها يومًا قهر ولا فشل.. وُلِدَ ومعه شخصية تسير في الحياة وكأنها معركة.. وكل ما فيها غنائم حرب.. كبر معي الصوت واستحال أصواتًا ونَمَت شخصيته ونَمَت معه شخصيات أخرى.. كلها تجتاح عقلي وتسيطر عليه.

إن وجود أي جرح مفيد للطبيب الشرعي، حتى وإن كان جرحًا غير حيوي؛ فوجود جرح غير حيوي له معان كثيرة؛ منها ما يمكن أن نسميه بمحاولة تزييف مسرح الجريمة، والإيحاء للمحقق بأشياء غير حقيقية وصرف انتباهه عن السبب والظروف الحقيقية للوفاة، كما أن وجود مثل هذه الجروح قد يوحي للطبيب الشرعي بمحاولة تشويه الجثة بعد الوفاة إما لطمس ملامحها وإما للانتقام.

«للفقر رائحة عفنة لا يستوي معها أي احترام».

سأختصمكم جميعًا أمام ربي.. مَن قتل ومَن تاجَرَ ومَن بخسني حق الابتسام وأنا على مطلع الطريق.

امتلأ رأسي بدوافع وأسباب.. وكلما ازدحم رأسي شعرت بقلبي فارغًا لا شعور فيه ولا خوف.. ومع فراغ القلب لا يرى الإنسان توابع أفعاله.. فانجرفتُ وسط الجموع أنادي على حرية لا أفهم معناها.

الطب الشرعي هو علم فك طلاسم وإشارات لا يقرأها إلا الطبيب الشرعي.. وبقراءتها يمكنه إيجاد لغة تواصل جديدة تُمكِّنُه من زيادة أعداد الشهود على الواقعة. الدماء في مسرح الجريمة ما هي إلا شاهد صامت على وقعة عنيفة يحتاج فقط أن يجد من يستنطقه.

ولكن الزمن في حقيقته يعدو ولا يُبقي شيئًا على حاله.

عمل الطبيب الشرعي هو مزيج من الفن والفكر والتفكر، حين يواجه حالة انتحار تبدأ رحلته في الغوص في تفاصيلها، ونقطة البداية هي فهم سيكولوجية المنتحر؛

ترى هل هناك حياة أخرى بعد الموت؟ سيكون مشهدًا حزينًا إن كان هذا هو كل ما في الأمر، وينقضي العمر على….. لا شيء.. قضيت عمري كله مسجونًا بين سجن عار لم أقترفه إلى سجن فضل لم أستحقه، إلى سجن نفس لم تتعلم يومًا أن تحيا حُرَّة.

تعلمنا في البحث العلمي ما يسمى بـ«التثليث»، وهو أن كل معلومة وجب التأكد من صحتها من مصدرين آخرين.. وعليه فلكي نُدِين جانيًا فالاعتراف وحده يجب أن يُثلَّث بأدلة جنائية، وفي أحيان كثيرة تحقُّق الدافع أو معلومات أخرى.

‫ فلا يوجد سيد للأدلة الآن، فكل الأدلة تحتاج لـ«تثليث».

‫ في بعض الأحيان بعض المشتبه بهم وبخاصة هؤلاء الذين لا يتمتعون بذكاء متقد، وبعض هؤلاء أصحاب صعوبات التعلم يصيبهم الإيحاء بكثير من التوتر، فلا يستطيعون التفرقة بين الأفكار الحقيقية المستخرجة من الذاكرة، وتلك التي دخلت بفعل الإيحاء..