اقتباسات عصام الزيات

الآن فَهِم السيد كيف لمسمار صغير أن يقتل شجرة عملاقة، فقط لأن غارس المسمار كان متوقَّعًا منه الحضن لا الطعن؛ فالناس تشتاق للذرية كي تضمن استمرار سيرتها بعد انقضاء أجلها، لا أحد يأتي بالذرية ويتوقع أن يرفعوا قضية للمطالبة باعتباره ميتًا، وبالقضاء سريعًا على سيرته، وتحويله إلى عدَم.

ولا يهزم الزمن أي شيء، بل تُهزم الأشياء بهَجْر أصحابها لها.

الناس لا يذهبون للطبيب النفسي بحثًا عن علاج، بل عن شماعة. لا يرغبون في التفسير الحقيقي، بل مبرر يُعلّقون عليه سلوكهم.

يختار كل جيل شيئًا ما؛ مظهرًا للشعر أو طريقة لبس أو مصطلحات جديدة ليضع بها حدًّا بينه وبين الأجيال التي سبقته، ويجعل من نفسه قدوةً للأجيال الأصغر. فربما اختار الجيل الحالي حذاء العجل ليضع هذا الفارق بينه وبين العواجيز، حتى وإن كانوا في العشرينات، لكنهم لا يستطيعون حفظ توازنهم على هذا العجل.

أغرتك التفاصيل فاستسلمت لتتابعها، وستُصدم في لحظة أن اللغز قد اكتملت كل أوراقه.

بعد الساقية أين ذهبتِ؟ قالت: ذهبت لساقية أخرى، البلد مليئة بالسواقي.

أن البشرية تصل في كل نقطة إلى ذروة التطور، ثم لا تجد شيئًا تفعله فتحاول إعادة خلق الماضي بحجة أنه تطوُّر.

بطنه كنار جهنم لا تشبع ودائمًا تقول هل من مزيد.

❞ أحيانًا يكون كل حظنا من الدنيا هو لحظة البداية فقط، الجينات التي تشكِّل أجسادنا. ❝

❞ النخلة لم تُلقِ أبناءها لمريمَ العذراء لقوة امرأة نُفساء تدفعها، لكن لأنها شعَرت بصِدق احتياج مريم لها فساعدتها ❝

❞ إن كل الحمقَى الذين يواجهون الموت يريدون أن يجعلوا لتلك التجربة معنًى، يوهِمون أنفسهم بأنهم خرجوا منها أكثر حِكمة مما دخلوها، وربما لم يخرجوا منها إلا أكثر سذاجة. ❝

❞ معارك دخلتها دون أن أعرف لماذا دخلتها، ومكاسب سعيتُ وراءها إلى أن نِلْتها، دون أن أعرف لماذا، لكن الآن عرفت؛ لأني أستطيعُ لا لأني أحبُّ. ❝

❞ انشغل السيد طوال حياته بسؤال، ماذا على الجانب الآخر من العالم المنظور. لا يحتمل فكرة أن هناك مسارات في العالم الآخر، لا يهم ماذا سيوجد على الجانب الآخر، المهم بالنسبة له هو أنه يكره الاحتمالات. ❝

❞ حين نُعيد القصَّ فإننا نحكي نسختنا الخاصة من القصة. ❝

❞ صغيرة يا خلود على الحِكمة، لكن الزمن لا يرحم. ❝

أحتاج حضنك الآن يا أمي. ما رأيك فيما سمعتَ يا أبي؟ ردّا عليَّ ما أفعل؟ لقد بنيتُ بيتًا جديدًا، وأسست شركة ضخمة، وأرصدتي بالملايين، لكن قلبي فارغ يا أمي.

أنهم يدفعون للطبيب النفسي كي يمنحهم شعورًا جيدًا عن أنفسهم، ويلوم الأب الغائب والأم المستسلمة، حتى لو كان الأب حاضرًا والأم مقاتلة.

الناس لا يذهبون للطبيب النفسي بحثًا عن علاج، بل عن شماعة. لا يرغبون في التفسير الحقيقي، بل مبرر يُعلّقون عليه سلوكهم.

بات السيد وحده، نخلة خاوية في بيت مسلح لا تصل إليها الرياح فتكسرها، ولا تعرف كيف تمد جذورها إلى الطين لتمتص منه الغذاء والونس.

أريد شيئًا أتشبَّث به بعد أن مات كل ما يمكن أن أتشبث به، ولا أعرف هل أنا والد لأحياء فيحق لي التشبث بهم وإلقاء ثقلي عليهم؟