المؤلفون > هيلدا فاندرميرين > اقتباسات هيلدا فاندرميرين

اقتباسات هيلدا فاندرميرين

اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات هيلدا فاندرميرين .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.

هيلدا فاندرميرين

عدل معلومات المؤلف لتغيير تاريخ الميلاد أو البلد

اقتباسات

  • رائعة

    مشاركة من Niveen Tharwat ، من كتاب

    رأس العقرب

  • بعد وقت طويل، استيقظ، وشعر بأنه أفضل حالًا.. وعلى المنضدة في غرفة المعيشة، رأى وعائين.. نهض وكان جائعًا، فقد كان وقت الظهيرة، وكانت معدته تتقلص في ألم من شدة الجوع.

    وسألته والدته:

    - هل نمت جيدًا؟.. لقد تناولت غدائي بالفعل.

    جلس حول المنضدة.. كان وعاء أمه المقابل لوعائه، ما زالت به آثار لحساء أخضر اللون.. تناول خبزه، وارتشف حساءه، ثم لعق طبقه إلى أن أصبح كالمغسول، وبعدها وضعه على المنضدة.

    ألقت نار الموقد بظلالها على وجه أمه. لقد نحفت كثيرًا؛ لدرجة جعلتها لا تملك القوة الكافية لجلب دلو من الماء من المضخة، فقام "مايكل" بكل شيء بدلًا منها، قبل حتى أن تطلب منه شيئًا.

    بعد تناول الطعام، استلقى مجددًا على الأريكة وسحب البطانية على جسده.

    كان الظلام قد جاء بحلول الوقت الذي استيقظ فيه. وبعينين نصف مفتوحتين، رأى الأم تضع آخر وجبة لهذا اليوم على الطاولة. ثم وضعت ملعقة فيما بدا كطعام مهروس، وأخرجت فيها القليل منه، ثم أخذت طبقها، ونثرت بعض الخضروات المهروسة على حوافه الداخلية، دون أن تتناول ملعقة واحدة من الطعام.

    ثم وضعت الصحنين مقابل بعضهما البعض على الطاولة، تمامًا كما فعلت بالأمس وفي الأيام التي سبقته.

    وهنا جلس منتبهًا، وقال لها بهدوء:

    - لقد كذبت عليّ.

    استدارت والدته لتنظر إليه، وقالت:

    - اعتقدت أنك ما زلت نائمًا يا مايكل.

    سألها:

    - متى كانت آخر مرة تناولتِ فيها طعامك؟

    بدأت والدته تسعل وتبصق دمًا مرة أخرى.

    فقفز هو من على الأريكة وتوجه إلى المقعد المعلق عليه معطفه الشتوي.. كانت أمه قد جعلته سميكًا قدر الإمكان من خلال خياطة طبقات من الملابس القديمة فوق بطانته.

    وسألته الأم:

    - إلى أين ستذهب يا "مايكل"

    - إلى مستودع الطعام العسكري.. سأطلب منهم توفير أي طعام ودواء لنا.

    - لكنه على مسيرة أربع قرى عن هنا، وكل شيء مغطى بالثلوج.

    - سأتجاوز كل العقبات.

    - لا تفعل ذلك.

    - ليس لدينا خيار يا أمي. إنك تسعلين دمًا.. قد تكون رئتيكِ مصابتين، وقد قال معلمي أن هذا مرض قاتل.

    ارتدى قفازه، قائلًا:

    - أنا واثق أنهم سيساعدونا.

    سارت والدته نحوه، وأمسكت بيديه، ورجته أن يبقى في المنزل. لكن كليهما كان يعلم جيدًا أنها لا تستطيع إيقاف ابنها البالغ من العمر ثلاثة عشر عامًا، والذي كان أقوى منها، ويعتقد أنه قد أصبح رجلًا بالفعل.

    قبّل والدته على وجنتها، وجعلها تعده بأن تأكل -على الفور- طعامه، الذي كان على الطاولة.

    ثم فتح الباب وخرج في أول الليل.

    وبعد أن قطع أمتارًا قليلة، استدار لينظر..

    رأى والدته تقف في النافذة، تراقبه بينما يذهب..

    وكانت آخر مرة رآها فيها على الإطلاق.

    #رأس_العقرب

    من الأدب البلجيكي

    تأليف هيلدا فاندرميرين

    ترجمة #علا_سمير_الشربيني

    مشاركة من Ola Samir El Sherbeny ، من كتاب

    رأس العقرب

1