اقتباسات محمد السيد الطناوي

انشغل دي مونتين بنفسه «إن مهنتي وفني عيش الحياة»، عازفا عن إصدار أحكام على الآخرين، فالجميع من حقهم أن يختاروا دربهم في الاكتشاف والتفكر

فالعنف الرمزي «عنف خفي غير مرئي، مجهول من قبل ممارسيه وضحاياه في آن واحد»، كذلك غير معترف به من المجتمع

الفلسفة في معنى من معانيها تنظيم يعادي الفوضى، وخطوط رفيعة تمايز بين الأشياء، ودقة لا يحتمل صرامتها ميزان الذهب، وحساسية مزمنة تجاه عدم الانضباط، وغرابة مستهجنة حتى من أقرب الأقربين

وبرغم أن الصورة تسطح الواقع وتفرغه من المعنى، لكن من الصعب الإفلات من سحرها حتى وإن اختزلت حياتك كلها في صورة.

تمسي الصورة أهم من الأصل، والرمزي بديلا عن الواقعي، وتتبدى الحياة الإنسانية مجرد مظهر ليتوارى المخبر، ويحل المبنى مكان المعنى، والشكل بدل المضمون، والسطح محل العمق.

لا تحتفي الصورة إلا بالسطح، والسطح ظاهر بلا باطن، علن بلا سريرة، مظهر بلا جوهر

والتزييف ثقل يمنع التحليق في سماء الحقيقة

تبصر محاولة الكل فرض إجابته على الكل، سواء ارتبطت بقضايا شائكة وكبيرة تخص الدين أو السياسة مثلًا أو حتى تعلقت بسفاسف الأمور.

المقابلة بين العالمين هي مقابلة بين حياة الثقل وحياة الخفة، بين من أسقط حملاً زوّده به مجتمعه، وألحت على ضرورته ثقافته، وبين من رأى في الحمل المعنى والغاية،

«لا تكلف نفسك عناء قراءة كتب لا تشعر حين تستيقظ بعد قراءتها برأسك كمن مرّ لتوه بانفجار.. يجب أن يكون الكتاب فأسا للبحر المتجمد فينا».

كاڤكا

يُمسي فعل القراءة سُخفا عندما تأتي اللغة تكريسا للتقليد أو ترسيخا للأيديولوجية أو اجترارا للمكتوب

في التمايز تقاوم الذات التغيير معرضة عن أي نقد، أما في الاختلاف فتزداد قابليتها للتعاطي مع التغيير، وفي حين تنتظم الأشياء بشكل أفقي في الاختلاف، تتدرج في خط رأسي في التمايز، لهذا يكون هناك دائمًا الأفضل والأحسن والأعلى مرتبة.

في التمايز ينغلق المجتمع على ذاته، يتوحد معها، متمركزًا حول سماته وخصائصه، منفصلاً عن غيره، أما في الاختلاف فتنفتح الذات على الآخر وإن تباعدت عنها، فالتباعد لا يعني الانفصال.

يمسي الفن مفردة من مفردات الواقع القائم، ويفقد وظيفته الرئيسية، التغيير أو الثورة عبر قدرته على خلق عالم مواز أكثر رحابة من الواقع المحدود، ليفضي هذا في النهاية إلى «نزع الفن عن الفن» أو نزع الدراما عن الدراما وجعلها مادة للسخرية والإستهزاء

فالفن الرديء يعرقل قدرتنا على التصرف بعفوية وتلقائية، ويعزز نمطًا من التفكر يحد من قابليتنا على ممارسة التفكير في حرية

رأى الفيلسوف والشاعر الألماني شيلر، أن الإنسان يلعب عندما يمسي إنسانا بالمعنى الكامل للكلمة، و»لا يصبح إنسانا مكتمل الإنسانية إلا أثناء اللعب»، فاللعب أسمى من أن يعد مجرد شيء جاد، هو «جدية مفرطة»، لهذا سمي لعبا

الفوضى والوحدة هما الشيء نفسه، ليس وحدة الواحد، بل وحدة غريبة تدعي فقط التعددية.

‫ المعنى ليس أبدا مبدأ أو منشأ، بل منتج.

‫ جيل دولوز