اقتباسات هيفا نبي

أرى أن الآخرين عبارةٌ عن عيون، تزداد حاجتنا إلى الآخرين بازدياد حاجتنا إلى عيونٍ ترانا وتراقبنا. عن نفسي، جُلّ ما أتمناه هو أن أختفي.

ثمة عالمان، عالم الآخرين الكبير المتوازن، وعالمي الصغير الخائف والمخيف المحشور عنوةً داخل عالمهم الكبير.

أتأمل الرجال في نشاطهم، إنهم منغمسون في الحياة، متفاعلون مع آلتها. ما أجمل أن نتمايل مع إيقاع الحياة، فلا نسألها أكثر ممّا تعطي، لا نطرح على كيفيتها أسئلة ولا نلوي عنقها بخيالاتنا.

يحطّمني شعور أن أكون مُقادة.

ماضيّ ماضٍ فقير، فلا أسرار ولا أحاجي، ولا مغامرات مثيرة ولا جرائم ولا قصص حب ملتهبة ولا أية علاماتٍ فارقة. لم تكن أيامي أكثر من مجموعةٍ من أوراق روزنامة مكدسة تتشقق في بعض المواقع منها لتترك شيئًا شبيها بالحلم، شبيهًا بمد العنق خارج نفق.

حين أدركت أني أضحك بينما يتوجّب عليّ البكاء من تعاستي، بكيت.

الجماعة تقينا من الكثير من المآسي، وتبقى رغم هذا الفضل ثقيلةً فيما تطلبه منّا، بل إنها تمصُّ طاقتنا مصًّا.

لا ترعبني كلمة «الجنون»، بل ترعبني حقيقة إني بتُّ أرى كل شيءٍ عارٍ من المعنى ومن القيمة.

كل لحظات الدفء التي استشعرتها وأنا ناضجة بدت لي كإعادة تدوير لذكريات معدودة على الأصابع

رغبة الكتابة هذه لم أعتد عليها سابقًا، نبتت فجأة، رغبة شبيهة بمحاولة رؤية مضاعفة. أريد أن أرى، أن أفهم لِمَ بدا العالم شبحيًا فجأة؟!

((فالشعور أكثر سعة من المعرفة)).

" وأدركت أن كل إيمان بعالم منسجم مع نفسه، متناسق، وواضح وضوح آلة، هو وجه آخر للهروب منه. وأنا رغم ما أبدو عليه من هشاشة لم أكن لاختار الهرب"