اقتباسات محمد بركة

‫ يغني الشيخ صالح عبد الحي ليلة الفرح. وأغني الليالي السابقة على الفرح. يأتي راكبًا وآتي ماشية. يحصد المجد. وأكتفي بلقمة. يحتضن ريش النعام وأعانق أشواك حلم مراوغ يتلاعب بي مثل السراب.

يغني لي وحدي عدة ساعات بينما صوته القادم من عند العرش يطلق عشرات الفراشات لتحط رحالها على أطراف نهدين خجولين يعلمني أنه يمكن تلحين المعاني قبل الألفاظ وأنه يمكن للعذراء أن تحبل قبل أن يمسسها بشر أنا الحبلى أشعر بالغثيان شيء يكبر في بطني يومًا بعد يوم لست مريم معجزتي لا تكمن في الولادة وأنا عذراء ربما كان هذا هو السبب الحقيقي وراء تسميتي أم كلثوم، ليكون في الاسم نفسه عزاء لي حين أموت دون أن أنجب وأُوارى الثرى دون أن أعرف ما الذي يعنيه بالضبط هذا الشعور الغامض، المبهج والمثير للأسى، حين تكون إحداهن أمًّا لو كان ثمة سر

ـ الهانم تريد البنت في الحرملك.

‫ قالتها الخادمة النوبية السمراء بنبرة ظاهرها الاستئذان وباطنها الأمر الموجه مباشرة لوالدي. فهم أبي الرسالة بحصافة فلاح مدرب على تلقي إشارات السادة. ظل مكانه مثل جمل عجوز بينما سرت كالمسحورة وراء الخادمة باتجاه جناح الحريم. فكرة أنني أمثل شيئًا عجيبًا يثير فضول الأكابر بدأتُ أعتاد عليها. لم أرَ في الأمر عنصرية طبقية. بالعكس، تروق لي تلك الحفاوة التي يظهرها أصحاب القصور في تعاملهم معي، هذا التقدير المدهش الذي يضعه أبي حول رقبتي مثل «قلادة النيل» وهو يباهي أمي:

‫ - أم كلثوم شرفتنا كالعادة يا فاطمة.