اقتباسات إبراهيم البجلاتي

أكتشف أن الفشل ليس سيِّئًا تمامًا، بل يمكن أن يكون حلًّا من الحلول.

وخرجت من المستشفى العام شعرت أنني مثل الكلب الذي وصفه الصاحب المجهول لكتاب لورنز: رسول ضائع بين عالمين. غريب في المكانين، لستُ من أبناء الحظ الحَسَن، ولا من أبناء الشاطرة الراضين برجل الحمار.

وكأنني قلتُ له: اصمد معي يا صديقي فلا أحد يدري مَن مِنَّا في داخل القفص.

أحب الآلة التي توضع أمام العازف فيرى أصابعه وهي تلعب ويرى الموسيقى وهي تخرج من بين أصابعه. وربما يكون هذا هو سِرَّ محبَّتي للجراحة، أن أفعل وأرى، ليس فقط رؤية الفعل ولكن نتيجته أيضًا.

وطوال الطريق وأنا أسأل نفسي هل قال نيتشه: "كُن مُخلِصًا تُعِنْكَ قوى قديرة"، أم قال: "كُن جريئًا تُعِنْكَ قوى قديرة". وقدَّام الباب استقرَّ رأيي على أن الواحد لا يستطيع أن يكون جريئا دون أن يكون مُخلِصًا، والمعنى في الحالين واحد.

إيه هو الكلب ده بالظبط، أصله إيه؟ وتاريخه إيه؟ أعتقد إن ده هو أصل المشكلة… ‫ – وده ها يفرق معاك في إيه؟ هتبطَّل تخاف منه واللَّا هتكتب كتاب عنه؟ ‫ – المعرفة في حد ذاتها قيمة، ومتعة، ووسيلة للتجاوُز…

عليه. المهم عملت إيه انت مع الجاحظ؟ لقيت فيه اللي بتدوَّر عليه؟

‫ – الظاهر إني مش عارف أنا بادوَّر على إيه.

‫ – أو قريته في ظروف نفسية مش مواتية؟

ليس في نيَّتي البقاء هنا، ولا التقرُّب من أحد، لكنني أريد أن أرى هذا الكائن الخرافي الذي فطم نفسه بنفسه وشقَّ طريقًا للخروج من "مصنع حلويات المستقبل" ليصنع حُلوَه ومُرَّه بيده.

أكاد أشمُّ رائحة شياط من فرط اشتعال ذاكرتي، وهو ما يملؤني بالغضب. الغضب فعلًا هو ما أشعر به الآن

حتى صانِعو الجَمال لا يخلون من القُبح. وقلت لنفسي أيضًا: في الحياة إمَّا تكون الأول فيحترمك الجميع، وإمَّا أن تكون الأخير فيتجاهلك الجميع، وكلاهما حلٌّ نهائي.

إلَّا أن "الوصيد" مشكلة حقيقية. فقهيًّا لا بُدَّ أن يكون الوصيد خارج الكهف؛ لأن الملائكة لن تدخل كهفًا فيه كلبٌ؛ استنادًا إلى الحديث النبوي الذي يقول إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب

قال كأنه يؤكِّد على كلامي إن حياة الأفراد لا تتأثر بالأحداث العظيمة في الحال، هذا يستغرق زمنًا حتى يبين أثره، أما بعض المصادفات التي تحدث للفرد مباشرة فتؤثِّر في حياته بشكل أسرع، وربما بشكل أعمق ممَّا كان يتصور.

خطبةً عميقة عن عبادة الماضي، مساويًا بين الفَرِحين والمحزونين. فكل فريق يعبد وهمه الخاص عن الدولة والتاريخ، وكلا الفريقين سَلفيٌّ بامتياز. ثم ختم خطبته -التي حرمها انصراف الكثيرين عنها من سطرين إضافيين- بأنه علينا أن نجيب على سؤال اللحظة