اقتباسات عبدالسلام العشري

‫ - ما أَظْلَمَ أولئِك الَّذين يكرَهُونَ البَنَاتِ! وما

أَقسَى حُكْمَهم عَلَيْهِنَّ! وَكَيفَ تُقْدِمُ تلكَ القلوبُ المتحجِّرَة على وَأْدِهِنَّ(12)؟ ! أَلَيْسَ فِيهن مثلُ خديجةَ؟!.

‫ إِنَّهَا وَرَبِّ الكَعبةَ رَيحَانَةُ الدارِ، وَبَهْجَةُ الأُسْرَةِ، ونورُها الوَضَّاءُ!

أَقسَى حُكْمَهم عَلَيْهِنَّ! وَكَيفَ تُقْدِمُ تلكَ القلوبُ المتحجِّرَة على وَأْدِهِنَّ(12)؟ ! أَلَيْسَ فِيهن مثلُ خديجةَ؟!.

‫ إِنَّهَا وَرَبِّ الكَعبةَ رَيحَانَةُ الدارِ، وَبَهْجَةُ الأُسْرَةِ، ونورُها الوَضَّاءُ!

الربحَ الحَلالَ طبعًا يا خديجةُ! فالرِّبحُ الحَرامُ لا يَدُومُ، إنْ نالَه صاحِبُه مَرَّةً فَلَن يَنَالَه أُخرى، ولن يَنْفَعَه ما رَبِح، بلْ يُسَلِّط الله عليه مَا يُضيعُه جميعًا، يَنْسِفُه ولا يُبقِي منه باقِيةً، وهو لا يَذْهَبُ وحْدَه، بلْ يَأْخُذُ في رِجْلَيه سِواه من الرِّبح الحَلالِ. وإنَّمَا أَسأَلُكِ عَنِ الـمَهَرَةِ في البَيْعِ والشِّرَاءِ الحَلالِ، والرِّبحِ الحلالِ الطَّيْبِ الِّذي يَسْعَى بِحَلاوَتِهِ إلَى الطَّيِّبِينَ الصَّادِقِينَ،

ثم عـادَ إلى البيتِ، وجَـلَـسَ سَـقِيمًا، شَـدِيـدَ الأَسَـى، يُحِـسُّ بالفَراغِ الشاسِعِ الذي تَرَكَته خديجةُ، ويَرْتَقِبُ ما سيَصْنَعُ المشرِكونَ بعـدَما انْهَدَمَ الركنُ الرَّكِينُ الذي كان يَعْتَمِدُ بعدَ اللهِ عليه في جِهادِ أُولئِك المشرِكين المُتَنَمِّرِين الَّذين زادَت عُيونُهم شَرَرًا، وأنْيابُهم بُروزًا.

❞ قالَ الرسولُ، وقدِ اْغْرَوْرَقَتْ عَيناهُ بالدُّموعِ:

⁠‫- ومَنْ يَصْرِفُ حُزْنِي على خديجةَ؟!

⁠‫أَعانَت رسولَ اللهِ، وعاشَتْ للهِ، وماتَت في سبيلِ اللهِ. كانت رَبَّةَ الدَّارِ وأُمَّ العِيالِ..! ❝

❞ لَا واللهِ..! ما أَبْدَلَني اللهُ خيرًا مِنها!

⁠‫آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ الناسُ، وصدَّقَتْنِي إِذْ كذَّبني الناسُ، وواسَتْنِي بمالِها إذْ حَرَمَنِي الناسُ، ورَزَقَنِي اللهُ منها الوَلَدَ دُونَ غيرِها من النِّساءِ..! ❝

❞ ويَصِلُ صدِيقاتِها، ويَـبَـرُّ حَبيباتِها، وكان إِذا ذَبَحَ الشَّاةَ يقولُ بِاهتِمامٍ:

⁠‫- أَرْسِلوا إِلى صَديقاتِ خديجةَ، فإنِّي أُحِبُّ حَبِيباتِها.

⁠‫وَفَى لَها رَسولُ اللهِ كما وفتْ للهِ ورسولِه، وعاش يذكُرها ولا يَنْساها، حتى لَحِقَ بالرَّفِيقِ الأَعْلَى. ❝

القُدْسُ أَيُّها السَّادَةُ عَرَبِيَّةٌ لَحْمًا ودَمًا، وإذا كانَتْ الأَيْدِي الغاصِبَةُ قَدْ تَداوَلَتْها مِنْ يَدٍ إِلَى يَدٍ، فَلابُدَّ مِنْ أَنْ يَرْتَدَّ الْحَقُّ إلَى صاحِبِه، مَهمْا طالَتْ الأَيَّامُ وكَرَّتْ الأعْوامُ.

إِنَّهُمْ يَمْلِكُونَ جُزْءًا مِنْ بِلَادِنا دَخَلُوهُ مُنْذُ أَرْبَعَةٍ وَأَرْبَعِينَ عَامًا، وَأَخْشَى أَنْ يَلْتَفِتُوا إِلَيْنا بَعْدَ فَرَاغِهِمْ مِنْ بِلَادِ الْفُرْسِ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُمْ يُفَضِّلُونَ الْمَوْتَ عَلَى الْحَيَاةِ، فَلَا تَقِفُ أَمَامَ سُيُوفِهِمْ سُيُوفٌ، ولَا تَرُدُّ رماحهم رماح ولا دروع!