اقتباسات محمد سميرندا

يشرح أنّ الشعوب لا بدّ أن تنهض لنسف فكرة الحاكم الأزلي، وكيف أنّ الاصطفاف خلف القادة مرهون بحالات الحرب الحقيقيّة، لا الحروب الوهميّة أو الحروب المؤجَّلة. يتحدّث عن دورة حياة الحاكم، وآليّات صناعته، وفشل الشعوب في التغيير

إنّ الجدران حتمًا تستعيد قاطنيها فور أن يبلى طلاؤها، وتتعرّى أبوابها، وتتقوّس عتباتها، ويظنّ كلّ عابرٍ ألّا أمل بعودة الحياة لرحابها، فيعود المسافر ليستعيد الزمان، ويصل الأرحام، ويجدّد طلاء الجدران!»

فسألته بعدما مِلْتُ بجذعي فاتّكأت على ذراعه: «أين نحن؟»

‫ حرّرني من حزام الأمان، فتسرّب الخوف إلى مسامّي لوهلة. أوقفني أمامه وتأمّلني للحظات، ثمّ اختزل حيّز الأمان المفقود بأن احتضنني بقوّة، كأنّني طوق نجاة يتعلّق به، هَمَس:

‫ «في الغربة…»

«تركت أبي ورائي ينادي بعينين صامتتين. لم أره يبكي منذ وفاة أمي. تركت مكتبتي خلفي، قراري المفاجئ لك يا ليلى يبدو أنّه كان مفاجئًا لي أيضًا!»

«إن كانت وجوه المصريين مصبوغة بالفرح، فلماذا تظلّ أنت المهموم طيلة الوقت؟ أحبّ أن أراك سعيدًا، ولا أدرك إلى سعادتك السبيل!»

«بإمكانكِ تمييز المصريين على الطائرة قبل أن تفضحهم لهجاتهم. الملامح متشابهة كما ترين، لكنّ وجه المصريّ موشوم بالفرح، مروي بسعادة الخلاص. اُنظري إلى الآمال السابحة في العيون، دوّني الأرقام التي تداعب خيالاتهم، ستجدين أنّها كافية لإنهاء كلّ المجاعات وشطب كلمة الفقر من قواميس اللغات الحيّة»

لكل أجلٍ أكثر من ميقات للوفاة، فهناك تاريخ الوفاة الرسمي -المثبَت في الأوراق الحكومية كمسوّغ للدفن، وإقرار بحدوث الوفاة- وتاريخ وفاة ثانٍ؛ هو تاريخ الوفاة الحقيقي الذي يحدث بالانسحاب النهائي من شرفات الأمل.

إلى من رحل قبل ذبول الجسد بأعوام:

‫ ما زلتَ حيًّا يا أبي!

ألّا يتراجعوا، فالعدوّ لا يزال رابضًا أسفل التلّ

واعلما أن العشق نبض لا تحكمه إرادة، وبراح لا تسيّجه أحكام العقل ومواثيق المنطق.

مهما اشتدّت حرارة الشمس وألهبت الوجوه يظلّ مآلها الغروب

وفي أوطان العرب، تغيّر الحاكم لا يُغيرّ بالضّرورة من مصير المحكوم.