التنين المجنح كان الأخير الذي تمكن من الدخول إلى عربة المترو المتأخر، قفزت مسرعا بعدما أيقنت أن رفيقيه، السيدة العجوز والحمار ذا الأرجل الخمس، وجدا متسعا لهما داخل العربة، كدت أسقط أرضا بعدما اصطدمت بطرف ذيل التنين، تعثرت في الشوكة الثالثة، ولحظي، يبدو أنها كانت الشوكة الأضعف، فأوجعته كثيرا، ولولا الفتاة الّتي قفزت، ما كنت سأكتب هذه الحكاية يوما ما، أنقذتني الفتاة في اللحظة قبل الأخيرةِ من «غضبة التنين»، الذي سرعان ما أعاد ذيله إلى وضع الدفاع، ابتلع «كرة لهب» لمحت لونها الأحمر القاني يغطي حلقه، استعدادا لقذفها في وجهي، موليا وجهه ناحية رفيقيه، تاركا إياي أواجه بقية رفاقي – رفاقنا – في العربة، واجهت الجميع بلا خوف، نظرت في عين كل واحد منهم، أقسمت لهم أنني اصطدمت منذ قليل بـ«ذيل تنين»، لكنهم تجاهلوني، ورأيتهم يسقطون واحدا تلو الآخر في بحر الفتاة، تعلقت بعض الأعين بشعرها الطويل جدا.. كان طويلا للدرجة التي تصورت أنها تمتلك ذيلا، لكنه كان بلا أشواك.
المؤلفون > محمود عبد الدايم > اقتباسات محمود عبد الدايم
اقتباسات محمود عبد الدايم
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات محمود عبد الدايم .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
مشاركة من محمود عبد الدايم ، من كتاب
نون الفتنة
السابق | 1 | التالي |