اقتباسات محمد المطرفي

«لا يمكنك فعل ذلك. فالأشياء التي تتمنَّى نسيانها هي أكثر الأشياء تشبُّثًا بذاكرتك، فتلك الرغبة في النسيان، هي التذكر ذاته».

ثمَّة أشياء، إن سقطتْ من الذاكرة فلا جدوى من إعادتها مرَّةً أخرى. فسقوطها يعني نهايتها

ليس كلّ ما يُرمى في المزابل نفاية. فبعض الأشياء الساقطة، أكثر قيمةً من أصحابها

ما أقسى أن يتقلَّص وجود أحدهم في ذاكرتك حتى يتحوَّل إلى مشهدٍ واحد. مشهد واحد هو كل ما تبقى من أبي.

العلاقة بين الصورة والرواية علاقة وطيدة وأزلية، فكل قارئ هو مخرجٌ بشكلٍ أو بآخر، له نظرته الخاصَّة للعمل، ومخيلته هي التي تصنع صفات الشخصيات، وشكل الأمكنة، وقد تتبدل تلك الصفات مع كلِّ قراءة.

بطبيعتي، أشعر بخجلٍ شديد حين أخرج من مكتبةٍ ما بيدٍ فارغة، ونظرة البائع المخذول تخترقني وفيها كثير من خيبة الأمل؛ لذلك غالباً ما ألتقط أفضل ما يمكن التقاطه، حتى لو أهديته بعد ذلك، المهم ألا أترك خلفي تلك النظرة الحائرة

أحبُّ الكتب التي تختار ظهورها بدقة، وفي الوقت المناسب دون تأخيرٍ أو تعجل، تُبرِز نفسها كصديقٍ طال فراقه.

حتى السير الذاتية، لا تُعبِّر عن حقيقة كاتبها بصدقٍ كالرسائل، فلا أحد سيقدم حقيقته الكاملة للآخرين على طبقٍ من ذهب

يبدو -يا صديقي- أن القراءة الأولى كالحبِّ الأول يستحيل نسيانه، كالانطباع الأول، لا يمكن للزمن مهما بلغت سطوته أن يقتلعه من الذاكرة.