بدو عليه أنه يبتسم في لطف من الداخل. كان يرتدي عباءته ويمشي كما يمشي النساك الآخرون تمامًا.. غير أن محياه، ومشيته، ونظراته الخفيضة الوادعة، ويده المدلاة المسالمة، وكل أصبع في راحته يتحدث عن السلام والاكتمال، لا يسعى إلى شيء، ولا يحاكي شيئًا، وإنما يعكس هدوءًا متصلًا، ونورًا لا يخفت، وسلامًا لا سبيل إلى النيل منه. فإن المطلوب من سيدهارتا هنا أن يفصل نفسه تماماً عن كل ما ينتمي الى فكرة الإنزواء ليصل بدلاً من ذلك إلى إذابة روحه كلياً في العالم
يخرج سيدهارتا من الغابة عابراً النهر ليصل الى المدينة حيث عليه أن يسلك درب حياة البشر العادية، تنفيذا لتعليمات بوذا ولكي يصل الى الحكمة المطلوبة فيعيش بالمدينة ويتزوج وينجب طفل ويغتني لدرجة انه يلبس الثياب الغالية ويسكن القصور وهي تجربة اوصلته او كادت الى الضياع والابتعاد عن الحكمة ولكن سيد هارتا انقذ نفسه وكانت هذه المرحلة هي من اوصلته الى الحكمة.
وكان لقاء ابنه ذلك الشاب الوسيم هو الاختبار الاخير والعظيم
المؤلفون > هرمان هسه
هرمان هسه
27 مراجعة