اقتباسات ميا كوتو

«يصحو الغزال كلّ نهار وهو يعلم أنَّه مُضطرٌّ للعدو أسرع من الأسد وإلَّا قُتِل ويصحو الأسد كلّ نهار وهو يعلم أنَّه مُضطرٌّ للعدو أسرع من الغزال وإلَّا مات جوعًا أسدًا كنتَ أو غزالًا، لا يهمُّ فخير لك البدء في العدْو

هذه بيوت لا يسكنها الناس.

‫ فيسأل غوستاڤو:

‫ ـ لا يسكنها الناس؟ فمن يسكنها إذًا؟

‫ فيجيب المحافظ:

‫ ـ إنَّه الخوف الذي يسكن هنا الآن.

ليس الحزن ألَّا تبكي، وإنَّما الحزن ألَّا يكون لك من تبكيه.

والمرء لا يفقد الأمل سوى لأنَّه فقد الحياة. لذلك أهرب خشية أن أُلْتَهَم، لا خشية أن يلتهمني الجزع الساكن في دخيلة نفسي، بل مخافة أن يلتهمني خواء اللَّاحُبّ، واشتياقي لأن أكون محبوبة.

ـ لا حاجة بنا ولا حتى إلى الأعداء. فلطالما اكتفينا بأنفسنا لإلحاق الهزيمة بأنفسنا.

‫ ـ الأسلحة الناريَّة في البيت تُفضي إلى المأساة.

«واحد هو الطريق للهرب من الـمكان: الخروج من أنفسنا.

‫ وواحد هو الطريق للخروج من أنفسنا: الوقوع في الحب».

‫ (مُقتطَف مُختلَس من دفاتر الكاتب)

«طُوبَى للأسد الذي يأكلُه الإنسان فيصير الأسدُ إنسانًا، وملعونٌ الإنسانُ الذي يأكلُه الأسد فيصير الأسدُ بشرًا».

‫ (إنجيل توما)

«إلى أن تكتب الأسودُ حكاياتها، يظلُّ الصيَّادون أبطالَ روايات الصيد أبدًا».

‫ (قول مأثور من إفريقيا)

فأكَّدَت لي تلك اللَّحظةَ أنَّ خيرَ ما في الحياة هو ما ليس بآتٍ.

ولكنْ، لمَ تطلقين سراحي إذًا؟

‫ ـ كي ترحل بعيدًا جدًّا، حتى تبدو ضربًا من المحال. والآن، ارحلْ، ولا تَعُد ما حييت.

كلّ ما هنالك أنِّي أرى الموت خيرًا للمرء من التواجد هنا.

كنتُ مريضًا بداء الحوت الذي يقضي على الشاطئ، وعيناه على البحر.

أدركتُ الأمر الذي جمع بيني وبين تلك المرأة: فكلانا مُشتَّتٌ بين عالمَيْن، وذاكرته مسكونةٌ بأشباح قريته.

لم يبدُ شيءٌ واحدٌ قادرًا على إقناع تلك المرأة بالعدول عن مفارقة أرضها وهجران كلّ شيء.

إنَّنا، نحن الذين وُلِدنا في هذا الزمن، أواخر الباقين على قيد الحياة. وبعدنا لن يعود هناك عالَمٌ كي يستقبل أحدًا، كائنًا من كان.

فالموت حبلٌ يحيط بشرايين المرء منذ ميلاده. يشدُّ الزمن طرفَي الحبل، فيخنقنا رويدًا رويدًا.

‫ ـ سيِّدي، لا تنسَ أنَّ الثروةَ كالملح، لا نفع يُرتجَى من ورائها سوى تمليحِ الطعام.

وقالت إنَّ من نام في حضنِ آخر فَقَدَ روحه. فمتى نام الرجل والمرأة متعانقَيْن، عجزَت الأحلامُ عن الاهتداء إلى صاحبها.

كنتُ مريضًا بداء الحوت الذي يقضي على الشاطئ، وعيناه على البحر.