اقتباسات وليام ستايرون

كانت تمشي كما يمشي السائرون نيامًا، وأمست قليلة الكلام وتظهر في عينيها نظرةٌ ذاهلة وكأنها شخص تعاطى مهدئًا (أو مخدرًا، أو كليهما) وغشيته غالبًا حالة من الإغماء التخشبي.

ولذلك فقد أصابتني الدهشة حينما اكتشفت أنني أكاد أكون جاهلًا تمامًا بمرض الاكتئاب، والذي قد لا يقل خطورة عن مرض السكر أو السرطان.

الاكتئاب هو اضطراب في المزاج يصاحبه ألمٌ بالغُ الغموض وشديد المراوغة في طريقة ظهوره للذات ـ وللعقل الوسيط ـ ويكاد يستعصي على الوصف.

وحينما نعاني وجعًا جسمانيًّا شديدًا، فقد علَّمنا نظام التكيف منذ الطفولة أن نرضخ لمتطلبات الألم، أي نقبلها، سواءً بإظهار الشجاعة أو بالتذمر والشكوى، وذلك بحسب قدرتنا على التحمل والصبر، ولكن يجب علينا أن نقبلها على كل حال

ومن بين الظواهر التي لاحظها بعض الأشخاص حينما أُصيبوا باكتئاب حاد هو الإحساس بأن ثمة ذاتًا ثانية ترافقهم، وهي بمثابة مراقب يشبه الشبح،

وأمَّا فريق البؤساء الذين يُضطرون إلى إهلاك أنفسهم، فيجب ألا يُوجَّه إليهم لومٌ بأكثر مما يُوجَّه إلى ضحايا السرطان في مرحلته الأخيرة .

الكثير من أدبيات الاكتئاب مفرطة في التفاؤل، وتؤكد أن جميع حالات الاكتئاب تقريبًا سوف تستقر أو ينعكس مسارها إذا ما توفرت لها فقط مضادات الاكتئاب المناسبة؛ وبطبيعة الحال وبسهولة، ينخدع القارئ بوعود العلاج السريع.

ولكن هذه البهجة الهشَّة لم تكن سوى مظهرٍ زائف معتاد، ولم تكن تعني عندي شيئًا ذا بال، لأني كنت واثقًا أن مشاعر التعاسة سوف تدهمني قبل حلول المساء.

مع غياب الأمل يجب أن نصارع حتى ننجو ولو بشق الأنفس، وهذا ما نفعله.

العار الذي يصاحب الموت انتحارًا يمثل لدى بعض الناس وصمةً بغيضة يتعين محوها بأي ثمن.