اقتباسات رولا عادل رشوان

هناك سقطت الفتاة على الأرض التي كان إيوشكا راقدًا تحت ثراها، الرجل الذي أطعمها وسقاها منذ نعومة أظفارها، وحرّم على نفسه تناول السكر حتى يمكنها أن تتذوقه.

بعد وقت قصير، استطاع الحكيم أن يدرك الفرق بين أن تعرف عن كل ما هو مريع في الدنيا وأن تَتَعرّف إليه، وأن رؤية الإنسان لفكرة الموت تختلف كليًا عن رؤيته للموت ذاته رأي العين.

على هذا الجانب حياة جميلة، وعلى الجانب الآخر موت غامض

لم يخشه الأطفال، ولا سخروا منه كعادة الأطفال في توجيه قسوتهم البريئة غير الواعية نحو المختلفين البائسين في الحياة.

«تنام كريفي أخرق لا يحمل للدنيا همّ». قال سارانين في نفسه.

كنت احتاج للانتقام من الجنس البشري برمته لأبرّد قلبي

«مات إيوشكا»، قال النجّار ـ «وداعًا إيوشكا، لتسامحنا جميعًا، كل من قد أنكرك وأولئك الذين أصدروا عليك أقسى أحكامهم».

كان يتوقف قليلا لمحادثتهم قائلًا: «لماذا يا أحبائي؟ لماذا يا صغاري، لماذا لا تحبونني؟ ماذا تريدون منّي؟ انتظر يا عزيزي، لا تلمسني.. لا تضرب عيني، لا يمكنني الرؤية».

أدرك الألمان أنهم عندما يقتلون أحدهم، لا يتبقى لديهم بعد ذلك أي مما يفعلونه بشأنه؛ تنتهي سلطتهم على الأفراد بمجرد وفاتهم. بدون سلطة على الآخرين، شعر الألمان بأن الحياة مملة وغير ذات نفع.

لا تبكي يا أمي العزيزة، ولا تنوحي ‫ لا تتنهدي حسرة ولا تتأوهي مرارا ‫ لن تظلي وحيدة في دربك طويلًا ‫ إنني أنظر عبر قضبان زنزانتي، ويعلم ربي وحده ‫ كم ترحل أفكاري إليكِ ‫ وكم يفيض قلبي

«لقد سمعت أن رأسك كرأس ميدوسا (9)، تحوّل كل من تقع عيونك عليه إلى حجر، وأنا أرغب حقًا في التدقيق في أمرك والحديث إليك قليلا قبل أن أتحول إلى حجر».

صار كل ما يعطي معنى للحياة ويغلفها بالفرحة قد انتهى بفعل نظرة لا مبالاة وحيدة يُطلقها القائم من الموت.

أن الإنسان لن يبلغ في حياته أهنأ من قدرته على الاستمتاع بالحياة وجمالها بينما هو على قيد الحياة ما يزال.

«اعمل جاهدًا على طول الزمان، لن تصيب الغنا قبل الموت والأوان»

كانت الفتاة التي أحبها تنحدر من عائلة ثرية، وُلدت لتعيش في رفاهية وسعادة يتخللها ركوبها المستمر للعربات. بينما كنت أنا مخلوقًا وُلد ليسير على قدميه، يفضح كماله عيبًا خطيرا ـ حسده للعربات!

«لماذا جعلتني فقيرا ذا عوز أيها القدر القاسي؟ أي أعمال خيّرة قد نال بها هؤلاء ترف ركوب العربة؟ وأي خطايا ارتكبتها أنا لأستحق أن أعاقب بالمشي

الحسد يولّد شعورًا بالغليان في الدم، وتنتفض به الروح من طول رقاد وركود، ويحمي المجتمع من تقاعس عن أداء الأعمال قد يصيب الإنسان.

إنه لأمر على النفس شديد أن تتصالح مع الدنيا وقد انبرى كاهلك من كثرة ديونك..

من الصعب أن تموت وأنت محمّل بكل تلك الذكريات عن الأعمال الحمقاء التي ارتكبتها، من العسير أن تفنى وأنت مثقل بحقيقة أنك قد ارتكبت من الذنوب ما فاق عدد شعر رأسك وأنت بعد شاب في مقتبل العمر.

أقترب الآن من نهايتي، وقريبا يطرق الموت بأصابعه النحيلة على بابي! ذبلت روحي حتى ما عاد شيئا يمكنه أن يبعث فيّ الحياة ولا حتى قبلة تمنحها عذراء جميلة.