اقتباسات دعاء إبراهيم

‫ كرهتُ هذا اللون الفَجّ، لون الفضيحة المعلنَة، أو المختبئة بخبثٍ تحت الجلد أحيانًا تطلُّ العروس بالأبيض، والجميعُ يعلم ما سيجري خلف فستانها المنفوش، الكُلُّ يعلم لون عُرْيها على سرير الزوجيَّة، والكل يبارك ويزغرد ويرقص ويطمئنُّ في الصباح، الأبيض. يشي

‫ما لا يراه غيري ألتقط الأنيميا من نظرةٍ إلى الشفاه، والموت من نظرةٍ للأعين، من لمسةٍ للنبض أعرفُ الحالة التي تحتاج تدخُّلًا فوريًّا، من الحالة التي يصرخ بي الأهل: "حالته خطر"، فأنظر نظرةً واحدةً للوجه وأرُدّ: "حالته ليست طارئة، قِفْ

طوال الوقت أشعر أن ما حلَّ بخالتي لعنة، تحمل لعنتها على وجهها وتسأل مرآتها: "يا مرايتي يا مرايتي… مَنْ أجمل مني؟" تجيبُها أَنِ الجميع لكن الجميع لا يسكن معها في نفس الغرفة ولا يُشاطرها الملابس، عُلب المكياﭺ الرخيصة، والفِرَاش، الأحلام

‫ المأساة تتمختر أمامي مرةً في هيئةِ أُمٍّ لطفلٍ معاق أو أبٍ لثلاثة أطفال معاقين أو أُمّ فقدت رَحِمها أثناء الولادة، وبعدها فقدت طفلها الوحيد في الرعاية المركَّزة المأساة لا ترأف بي ولا بهم وهم يحتاجون ليدٍ تأخذ بأيديهم وأنا

كَمْ تمنيت أن ألتقط أنفاسي من الجري المتواصل الجري الذي لا ينتهي لكنني توقفت داخل دولاب ضيِّق تحيط بي أشباحُ الملابس من كُلِّ مكان بدأ قلبي يُسرع رغم سكون جسدي كأنه يسأل عن السبب وراء ما يحدث أو ربما يخشى

شُهْدٌ طعمُه حُلْو ومذاقه أحلى لكنه للعجَّب يتحوَّل في النهاية لبراز يجب التخلُّص منه عبء ككل الأعباء نعم هذه هي الحقيقة لا أحد يصدق الحقيقة كلنا نحب الحكايات، حتى أنا… أجلس إلى جواركِ لتقُصِّي لي حكايةً للنوم الأمير الضِّفْدَع الذي

‫ أعلم أنكِ هنا لستِ في البحر أسمع صوت أنفاسكِ جواري. حرارة جسدكِ. أشمُّ رائحتكِ. لماذا أراكِ في كل الحكايات أرى مأساتكِ في كل القصص التي تحكيها لي قبل النوم جاء الوقت لأحكي لكِ لكنَّ هناك خطأً فادحًا في الحِكايَةُ تظهرين فجأةً في كل الحكايات لتفسديها تكونين جميع الأبطال الجميلة والوحش الحورية والصياد أنتِ جالسة في كل حكاية جالسة داخل عقلي تخبزين الحكايات بيدين متعبتين ووجهٍ حزين وبحبكةٍ واهنة كيف لكِ أن تكوني كل شيء؟ ولا شيء في آنٍ واحد،أنتِ هنا داخل صدري الضيق داخل كل امرأة أعرفها أنظر إلى زوجتي في الليل، فأعتقد أنها تعاني مثلكِ. وأنني وحدي سبب معاناتها ربما لأنكِ تفرضين وجودكِ داخلها أو لأنها تتحول في هذا الركن من الدولاب إليكِ ربما لهذا السبب لا أكف عن لوم نفسي.

" الساحرات في الحكايا يعِشن لمئات السنوات، ويتمتعن مع ذلك بجمال ملحوظ، جمال مسروق من فتيات في العشرينات بتعويذة سحرية. يتحول جمالهن من هيئة إلى اخرى، يُحلِقن فوق مكنسة سحرية. أو يركبن على جناح طائر عملاق. لكن الحقيقة أن الساحرات على مر العصور كُنَّ بائسات. لم يكُنَّ سوى فتيات صغيرات. اتهمهن الجميع بالشعوذة، الهرطقة، والكُفر. في كل قرية فقيرة ساحرة صغيرة منبوذة، مُطاردة؛ ربما لأنها تفوهت بما هو مُحرم، أو لأنها وُلِدت بلعنة غريبة، أو بوصم من الآلهة، وصك الشيطان. "

" لكن الحِكايَةَ لا تهتمُّ بالزجاج المكسور بالمرآة المتهشِّمة على يد أحد الأبطال لا يهتمون بما يُخِّلفونه من مُهمَلات المشاعر الملقاة خلفهم على الأرض لا تثير الفضول مشاعر الملعونين المسجونين داخل لعناتهم الكل يحكي عن الملائكة والشياطين ويغضُّون الطرف عن البين بين"

❞ ما علاقة الآلهة بفلاحَيْن مثلكما ربما لأنني مكثتُ وقتًا طويلًا أظن أنكما إلهان مُنزَّهان عن الخطأ كنت أظنكِ أجمل امرأة في الكون وأبي أغنى باشا وأهم دكتور لكن الآلهة تسقط عن أعيننا تدريجيًّا نحن الأطفال نكتشف مع الوقت أن أمهاتنا عاديَّات ككل الأمهات. هناك إناث أجمل منهن. لم تكونا غير بشريين بكل ما تحمله البشرية من آثام. تلك الحقيقة لا تتعارض مع الحب. لا آلهة تمشي على الأرض. الآلهة نصنعها بأدمغتنا ونجعلها لنا أبًا وأُمًّا. ❝

❞ الخرافة لا تصبح واقعًا إلا حين تُحرَّف مراتٍ عدة. حين نضع عليها أجزاء من أرواحنا، ونجعلها حيَّةً تسعى ❝

❞ كلنا نلجأ إلى السحر.. للعملة المجانية. بلا مجهود إضافي ❝

❞ ‫ في لحظةٍ ما بعدها.. لا أعرف قريبة أم بعيدة. فالوقت يسير بطيئًا كسُلَحْفاةٍ تحاول أن تهزم أرنبًا في سباق عبثي. لماذا نحب السباقات العبثيَّة؟ لماذا ندخلها بكامل إرادتنا؟ ❝

‏

❞ المأساة لا ترأف بي ولا بهم. وهم يحتاجون ليدٍ تأخذ بأيديهم. وأنا أحتاج لأن أضحك. لا مع زملاء نفسِ الهَمِّ الأبدي اللانهائي، بل أضحك على نفسي. أضحك على هذا الجسد المشبَّع بالشكوى، لأجعله قادرًا على استقبال المزيد والمزيد والمزيد دون انقطاع ❝

❞ ‫ هل تذكرين جلوسي على السرير طفلًا في حِجْرك. تحكين لي حكاياتكِ الخيالية. وأسرح أنا في عالمَها الخيالي. يحملني الخيالُ على جناحين من لؤلؤ ويطير بي. كنت أصدِّقكِ لا لشيءٍ سوى لأنكِ كنتِ تسردين بحماسِ مَنْ عاش القصة. ❝