اقتباسات هان كانغ

❞ تبدو أشكال عجينة الأرز ناصعة البياض وخلّابة، كأنها قادمة من عالم آخر. فقط بعد ذلك، حين قُدِّمت في طبقٍ مزينةٍ بأعواد الصنوبر، بدت كعكة الأرز بالنسبة إليّ «حقيقية» بشكل مُحبِط. كانت قطع الكعك تلمعُ بزيت السمسم المُحمَّص، وقد تغيّر لونُها ❝

❞ عندما طُرح عليَّ السؤال، كان هذا الموتُ - موت أختي - هو ما خطر في ذهني. كانت قصة قد كَبرتُ معها وكبُرَت معي. ❝

❞ من أجل الربِّ، لا تموتي، تمتمت بصوتٍ واهنٍ، مرة ❝

❞ فجأة توقفتِ الطفلة عن البكاء من تلقاء نفسها. ربما بسبب أنها شمَّت رائحةً ما. أو لأن الاثنتين مرتبطتان بطريقة ما، بحبلٍ سِرّي غير مرئيّ. ❝

❞ تحيط الممرضةُ جسمَ الطفلِ بالقِماط محكِمةً إيّاه كي تُلطّفَ صدمةَ الخروجِ المفاجئ للطفل من حدودِ الرحم الضيقةِ إلى عالمٍ رحبٍ لا حدودَ له. ❝

❞ لا يعبأ الثلجُ بمسألة الزمن. بدا المشهد كتساقط مئة ريشة وريشة ❝

❞ يمكنني تخيّلَ كلَّ ضربة أزميلٍ ضُرِبَت لرسمِ الرقمِ. ثلاثة، مشدودة الأطراف، يصلُ طولُها إلى ثلاثةِ أشبارٍ. صفرٌ، أصغر حجمًا لكن أٌعِيد حَفرُه مرات عدّة. تجذبُ الخربشةُ الغائرةُ داخلَ واجهةِ البابِ الانتباهَ. وأخيرًا الرقم واحد، خطٌ طويلٌ وعميقٌ، يدلُّ على ❝

❞ بابها المعدني أبيض، لكن ذلك اللمعان قد اختفى عبر الزمن. عندما رأيت الباب، كان منظرُه مأساويًا، الدهان تقشّرَ في عدة مواضع كاشفًا عن الصدأ تحته. لو كان هذا كل شيء، لتذكّرتُ البابَ على أنه مجرّد بابٍ قديمٍ وقذرٍ. لكن لفت ❝

❞ ليس لديَّ عزيزٌ. لا المكانُ الذي أعيشَ فيه، ولا الباب الذي أعبرُه كل يومٍ، ولا حتى حياتي اللعينة! ❝

❞ وجدت نفسي مرغَمةً على تأجيل حتى أبسط المهمّات وتفرّغتُ فقط لتحمّلِ الألمِ، شاعرةً بانسيابِ قطراتِ الزمنِ واحدةً تلو الأخرى، مثل أحجارِ خاتمٍ حادةٍ كالشفرة، تُدمِي أطراف أصابعي. ❝

بعض الذكريات لا تشفى أبدًا. فبدلًا من أن تتلاشى مع مرور الوقت، تصبح تلك الذكريات الشيء الوحيد الذي يبقى حين يمَّحي كل شيء آخر. شيئًا فشيئًا يُظلِم عالمي مثل مصابيح كهربية ينطفئُ الواحد تلو الآخر. أدرك الآن أنني لست إنسانًا آمنًا.

‫ لا تمتلك ذرّة إيمان بالبشرية. النظرة في عيني إنسان والمعتقدات التي يعتنقها والبلاغة التي يعبّر بها عن تلك المعتقدات لا تشكل ضمانة. تعلم أن الحياة الوحيدة التي تبق

هنالك أشياء معيّنة تظل منيعة أمام القدرة المدمِّرة للزمن. وينطبقُ ذلك على المعاناة أيضًا. ليس صحيحًا، أن الزمن والمعاناة يشوِّهان كل شيء. ليس صحيحًا أنهما يهدمان كل شيء.‏

كلُ لحظةٍ هي قفزةٌ إلى الأمامِ من فوقِ جرفٍ غير مرئيّ حيث تتجدّدُ حوافُ الزمنِ باستمرارٍ. نرفعُ أقدامَنا من على الأرضِ الصلبةِ للحياةِ التي عشنَاها حتى الآن، ونأخذُ الخطوةَ التالية المحفوفة بالمخاطرِ نحو المجهول، نحو الهواءِ الفارغِ. لا نفعلُ ذلك كي نثبتَ امتلاكَنا لشجاعةٍ من نوعٍ خاصٍّ بل لأنه لا يوجد أمامنا طريقٌ آخرُ.‏

لماذا تطفو الذكريات القديمة دائمًا إلى السطح هنا في هذه المدينة الغريبة؟

لو كنت أستطيع أن أنام، أن أغوص بسرعة حتى

قاع وعيي الحالك الظلام، وأستقرّ هناك.

لو كنت أستطيع الاختباء في الأحلام…

⁠‫أو ربما في الذكريات.

وهي تنسى باستمرارٍ‏

‫ أنّ جسدَها (وأجسادَنا جميعًا) بيتٌ من الرمال‏

‫ تفتّتَ ولا يزالُ‏

‫ متسرِّبًا من دون توقّف من بين الأصابع‏.

كل تلك الساعات التي ضلَّتْ فيها الطريقَ وسقطَتْ في دوّامةِ من التردّد والشك، كم عددها؟‏

كلُ لحظةٍ هي قفزةٌ إلى الأمامِ من فوقِ جرفٍ غير مرئيّ حيث تتجدّدُ حوافُ الزمنِ باستمرارٍ. نرفعُ أقدامَنا من على الأرضِ الصلبةِ للحياةِ التي عشنَاها حتى الآن، ونأخذُ الخطوةَ التالية المحفوفة بالمخاطرِ نحو المجهول، نحو الهواءِ الفارغِ. لا نفعلُ ذلك كي نثبتَ امتلاكَنا لشجاعةٍ من نوعٍ خاصٍّ بل لأنه لا يوجد أمامنا طريقٌ آخرُ.‏

لقد ضحكت ضحكة بيضاء الآن».‏

‫ في تلك اللحظة تكون «أنت» شخصًا تمكّن من إجبار نفسه على الضحك بينما يعاني في صمت من صراع داخلي.‏