اقتباسات هدى الشريف

هل سترحل قريبا؟ هل ساتشح بالسواد لموتك وتكسو قسماتي مسحة حزن وبقايا دمعات متحجرة؟ هل سأتقبل عزاؤك ؟ لا عزاء لرحيلك عني ...لا عزاء لموتك..

دخلت غرفته فتحت دولابه.. أخرجت ملابسه لعبه.. اشياؤه..نثرتها على السرير..قبلتها..حضنتها..شممتها..أبحث عن رائحته التي تشبه رائحة العصافير..

عدت إلى البيت تلك الليلة ليس كما خرجت منه... عدت أجرجر خطواتي المنهكة..كسيرة..حزينة..جريحة..بائسة...خائفة...ثكلى...ملأى بالجراح بالآلام..

يخرجونني خارج زنزانته ويقفلون الباب ... التصق بالباب اسمع صرخاته التي وهنت ...استغاثاته الباكية..رجاءاته الحارة ... يناديني ماما أرجوك ساعديني..

ليتني مت قبل أن أعيش تلك الفاجعة.. ليتني كنت نسيت منسيا.. ليتني مت قبل أعيش موت طفلي.. قالت لي للاسف أن طفلك مصاب بلوكيميا حادة

كنت انظر إليها واقرا في عينيها المصاب الجلل.. وتعابير وجهها ونبرة صوتها ايقظت داخلي شيئا مخيفا احاول الهرب منه.

واطأطئ رأسي خجلا فلا أملك أي إجابة لأسئلته الحائرة .. وعيناه تأبيان إلا أن تلاحقانني تريدان تفسيرا لما يجري ...تبريرا لما يحدث!!

وتتكرر الاحداث كل يوم..ويتكرر الاغتصاب كل يوم وانا اقف مكبلة اليدين عاجزة لا استطيع فعل شيء سوى البكاء سوى أن اتلوى من الالم

غداً ... تبدأ الحياة ملؤها التفاؤل ... لا شيء يثنينا عن تحقيق أمانينا لا شيء يبعدنا عن ... تشبثنا بالحياة ..