المؤلفون > علي عبد الرؤوف > اقتباسات علي عبد الرؤوف

اقتباسات علي عبد الرؤوف

اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات علي عبد الرؤوف .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.

علي عبد الرؤوف

عدل معلومات المؤلف لتغيير تاريخ الميلاد أو البلد

اقتباسات

  • "إنني يا سمو الأمير أشعر بالضيق والمرارة عندما أسمع وأشاهد لغتنا العربية، عنوان هويتنا وشخصيتنا تحترق في لغة جرمانية غربية، وأسماء”فيرمونت، أنتركونتننتال، موفنبيك، جراند كورال، ميريديان، رافلز، هارموني، وغيرها من الأسماء، تحيط وبعضها يطل على المسجد الحرام والمسجد النبوي. ما انطباع الحاج والمعتمر والزائر بعد أن يعود إلى بلاده وهو يحمل ذكريات السكن في فندق”الفيرمونت”، والغداء في”الأنتركونتــــننتال”، والعشاء في”ماكـــــدونالدز”، وترسخت في ذهنه أنماط معمارية شاهدها في واشنطن وماليزيا ودبي ولندن؟

    أين قداسة أم القرى ومدينة النور وروحهما وتاريخهما والإحساس العميق والشعور بهويتهما العظيمة؟"

    عبد السلام اليمنى --- موجها كلامة إلى خالد الفيصل أمير مكة

  • إن ما يثير الدهشة هو لماذا اختيرت مكةالمكرمة أن تكون مدينة متعولمة المظهر أكثر من أن تكون مدينة مقدسة الشكل والمضمون؟!

    إن المدينة العالمية أو المتعولمة تظهر بها الفواصل بين الطبقات جلية وواضحة، وهو ملمحُ منطقىُ فى مدن تتدافع فيها رؤوس الأموال وتتسابق على استغلالها الشركات العملاقة متعددة الجنسيات.

    ومكة المكرمة فى ثوبها الجديد أصبحت مدينة مليئة بالفواصل والحواجز النفسية والمعنوية بسبب الفوارق المادية التى تحفزها وتشجع عليها المشروعات الضخمة العملاقة المحيطة بالحرم والتى تقزم الإنسان ماديا ومعنويا.

    المثير للتأمل فى هذا السياق أن مكة المكرمة لا تحتاج مظهر نيويورك أو ناطحات سحاب مدينة شيكاغو لتأخذ موقعا على مسرح المدن العالمية. فمكة المكرمة بالفعل هى مدينة عالمية تبعا للتصنيف الأشمل للمدن العالمية والذى يتضمن التأثير الثقافى والحضارى والعقدى للمدينة. واستنادا على هذا التصنيف فإن مدينة بقيمة مكة المكرمة يجب ألا تتطلع إلى تقليد نماذج لمدن تعتمد على القيمة الإقتصادية الرأسمالية فى صياغة دورها العالمى.

  • بعد لحظات من إتمام الصلاة فى المسجد الحرام حيث تلتصق الأكتاف بالأكتاف وتتلاشى كل الفوارق ، ينتبه المصلون والمعتمرون والحجاج إلى واقع صادم ، حيث تتطلع العيون فجأة إلى الأبراج التى تعيدهم إلى واقع يجسد غياب العدالة الإجتماعية حتى فى أطهر بقاع المسلمين .

  • هذة الطفرة فى الخليج ماهى بالحقيقة الا <<صورة نهضة>> أكثر منها نهضة حقيقية عمرانية كاملة متكاملة . فهى فى الحقيقة قد تجاوزت التسلسل التاريخى الذى أنتج الحداثة من دون أن تمر به وقفزت مباشرة إلى ما بعد حداثة الرأسمالية المتأخرة ، معربة عن ثقافة الإستهلاك والإستثمار، طرفى الدائرة الإقتصادية النيوليبرالية الشرسين .ومدن الخليج ، من خلال تسابقها على استنساخ هذة الصورة قد نجحت فى أن تكون معاصرة بالمعنى الرأسمالى العولمى للكلمة، أى الحاوية والمحتوية لمفاهيم السوق والإستثمار والإستهلاك ، بغض النظر عما إفتقدته من مراحل النمو الصناعى والمعرفى والتقدم العلمى والإجتماعى والتكنولوجى والثقافى بالمعى الشامل للثقافة.

  • عندما تتأمل فنادق مدينة لاس فيجاس ، ترى مستوى من الضخامة والعملقة تستدعى من ذاكرتك صورا لوحوش أسطورية ومبانى ألف ليلة وليلة وحمامات روما وساحات أثينا وحتى أهرامات الفراعنة . وحينما توجه نظرك من صحن الكعبة إلى العمران المحيط بك فلا يدهشك تطابق المشاعر وثبات التجربة البصرية، فأنت مرة أخرى محوط ومحاصر بالعمالقة التى تتناسى تماما بمن تحيط ، وما هى قداسة وروحانية من تتطاول عليه بمكعباتها الخرسانية القبيحة.

  • فى مدن الخليج تتبلور إشكالية العولمة بصورة أكثر وضوحا ، فى ظل إهتمام تلك المدن بالتعرض للفكر ونمط الحياة ومنطق الإستثمار والإستهلاك الغربى ، فى ظل منافسة إقليمية شرسة. والعولمة ليست ظاهرة حديثة ،إلا أن الموجة الجديدة من العولمة فُسرت إقليميا على أنها ليست تدخلا ماديا وإحتلالا ، بل انسياب ناعم وخاصة فى الجوانب اللاملموسة من الثقافة والمكان والإنسان، وتأثيراتها أصبحت غير قابلة للتغيير وتصعب مقاومتها

  • تسببت هذة الإندفاعة الإستثمارية الشرسة فى إنفصام معرفى

    وثقافى وإجتماعى هائل ناجم عن التعارض الواضح والشديد بين مبادىء السوق النيوليبرالية

    والأسس الروحانية والزهدية لمناسك الحج ومرامية ولمعنى مكة الإسلامى التعبدى الشامل.

    فهنا نحن أمام نموذج جديد من المستهلك :<<المستهلك للمقدس>> الذى تغريه شركات الإستثمار بالإستهلاك عن طريق تلاعبها

    ليس فقط برغبته بالراحة والإنشراح والمتعة كما تفعل عادة، بل أيضا بإستهلاك البعد الروحانى للمدينة المقدسة ذاتها عن طريق

    الصلاة فى غرفة مكيفة مطلة على الحرم فى فندق أبراج البيت مثلا من دون الحاجة إلى تكبد عناء النزول والإختلاط بملايين المصلين الطائفين

  • مكة المكرمة ، المكان الذى أكد فيه نبى الإسلام محمد -صىلى الله وعلية وسلم- على أن المسلمين جميعا على قدم المساواة ، قد أصبحت ملعبا للأغنياء النافذين ماليا وسلطويا وتشريعيا. لقد اغتصبت الرأسمالية القاسية الباردة روحانية المدينة ومبرر وجودها .

  • مكة المكرمة أصبحت تكتظ بكل ما يتناقض وبحدة وقسوة مع خصوصية العاصمة المقدسة ، وهيبتها ووقارها وإطارها الروحى وأجوائها النقية.

1