اقتباسات خالد عودة الله

لم يدرِ (راضي) لماذا لم يستطع في تلك الليلة الباردة الطويلة أن يبعد عن ذهنه القناعة المخيفة في عبثية تلك الكتب المتكدسة في كل مكان! خاصة تلك التي تتحدث عن الثورة منها، وشعر أنه عالق في فخ محكم منذ سنين، عندما وقع في حبائل الكتب متنقلا من متاهة إلى متاهة، ومن أطروحة إلى نقدها، ومن نقدها إلى نقد نقدها، وهكذا إلى أن أدخلته القراءة في دروب حلزونية متداخلة لا تنتهي، وأخذ يتذكر كم كتابًا قرأ عن المقاومة والثورة وهو لا يستطيع أن يقول "لا" ولو لمرة واحدة لمديره المنتفخ فسادًا وعمالة.

قلت: هي خديعة اختزال المتعدد في واحد ,فمن يقفز من صندوقه لا بدّ له من الهبوط داخل صندوق جديد ,وهكذا سيجهدك القفز يا فتى ,إلى أن تُنهك ,وتعجز عن القفز ,فتستقر في صندوق الخيار الأخير ,ولكنّه في الحقيقة ليس خيارك. فالتحدي إذن ,ليس تبديل صناديق ,وإنّما أن تصنع صندوقك بنفسك ,وتدرّعه ,وتدبّبه ,وتحوّله إلى كانسة ألغام ,وتخوض به معركتك الوجودية.

فلتستمر المعركة ،فما الذي أفعله بالكتلة المتفجرة هذه التي أحملها في داخلي ,إن لم أقذف بها في معركة ما! إذا لم تنفجر خارجي إنفجرت داخلي ,وكنت أنا ضحيتها الوحيدة ,إنها لمضيعة هائلة للطاقة ,وبدأت اللعبة من جديد.

“كانت البثور تجتاح وجه وسيم كأنها احتجاج الجسد على تحولات الروح”