Mohammed
Mohammed
عبّر قائلًا

انا عربي اذا انا مفصوم

Posted on April 17, 2017 by mabusoud

اخي واختي القراء ، من الله سلام عليكم.
مقالي اليوم حول قضية صراعنا مع انفسنا ، تصارع يومي بل لحظي داخل كل عربي.
مفصوم اقصد بها مقسوم ، في داخلنا صراع مقسوم بين الصح والخطأ، الحلال والحرام، الشر والخير، لماذا نحن ؟ لماذا العرب وانا اولهم دائما غير متزنين؟ على كل شيء متخاصمين؟ لسنا على بلادنا حريصين ، عجولين ، وغير منظمين.
برأيي المتواضع اساس المشكلة هي ليست البعد عن الدين كما يعتقد معظم الناس، ودليلي هو ان جميع الامم المتقدمه لا تمت للدين بصلة! وعلى ذلك نبني بان المشكلة هي اولا؛ البعد عن الأخلاق وثانيا؛ عدم الثقة بالآخرين.
اعطيك مثالا اخي الكريم، عندما نذهب لأوروبا او اليابان نجد الناس تقف بالدور لفترات طويلة دون ان يشتكون او يملون، وهذا ببساطة بسبب اولا اخلاقهم ثانيا بسبب ثقتهم بالآخرين، هو يعلم بان لا احد سوف ياخذ دوره ويعلم بان البائع (مثلا) لا يتعمد تاخيره ولا يقبل اي -واسطة- اما نحن فالله المستعان دائما عجولين ولا نحترم الدور ولا نحترم الاخرين، ولكن من اين اتت هذه المشاكل؟ هنا يجب ان نقف للتحليل.
تحليلي ببساطة هو الانفصام الذي تربينا عليه وهو ايماننا بالله تعالى وكتبه ورسله واليوم الآخر وعدم رؤية ذلك على الواقع، نشأنا في اختلاف غريب ، اعطيك مثالا نعيشه يوميا هو المكان الاطهر المسجد انظر اليه من الخارج ستجد عدد كبير من السيارات مغلقة الطريق تماما، انظر اليه من الباب ستجد عدد كبير من النعال اكرمكم الله مبعثرة هنا و هناك لا شيء في مكانه، انظر الى الحمام كم هو قذر، كيف للطفل الصغير ان ينشأ وهو يرى ذلك يوميا؟ اكيد سوف ينشأ مفصوما، ترى ذلك الطفل معتز بعروبته ويعتقد ان العرب والمسلمين هم الأقوى بايمانهم ويسمع على التلفاز ماذا يفعل اليهود في الفلسطينيين ولا يرى اي ردة فعل من مثله الأعلى، ولا من العسكري الذي يراه يوميا يحمل بندقية ليحمي بها الوطن، يرى الطفل شيخا يناظر بنتا ويرى بنتا شبه متعرية تمشي بالشوارع كيف سينشا؟ اكيد نشأة انفصام وانقسام داخلي، يسمع خلافنا مع كل الأمم، لا نقبل الغير ولا نقبل الاختلاف ولا نسمع الآخر، بقولولو تعايش مع اخوك المسيحي وبطلع شيخ في كل مناسبة يقول حرام تعايد على المسيحي او تترحم عليه، يرى اخوه المسيحي يحفظ القرآن في المدرسه معه كونه هذا المنهاج وبعد كم يوم يسمع شيخ يدعي عليه بالمساجد ، الا من رحم ربي.
كم من الفتاوى تصدر يوميا وكم من الخطب المكتوبة مسبقا تنشر يوميا وكم وكم وكم.
ما دام الاب يسمح لابنه ما لا يسمح لابنته اقرأ علينا السلام وهو يعلم علم اليقين ان العقاب واحد عند الله.
قصة ننهي بها المقال، كان جدي يقول لي – ادرس يا جدي العلام منيح مع انها هالكرتونة وراح تعلقها عالحيط- وكيف ادرس واتعلم واسعى وانا نشأت على ان الاربع سنين كرتونة.
وشكرا
محمد ابو السعود