كنت قد شرعت فى قراءة الكتاب منذ عدة أيام و لما وجدت أنه الجزء الثانى من أثقل من رضوى: مقاطع من سيرة ذاتية
كان يتعين على أن أؤجل قرائته حتى أتم الجزء الأول الذى ستجد مراجعته هنا
استوقفنى العنوان و صورة الغلاف فظننت أنها رواية و لما كنت أرغب فى المزيد من أدب رضوى الرقيق الرشيق فقد منيت نفسى برواية مثيرة حيث ربطت بينها و بين فيلم الصرخة الذى أخذ اسمه و قناعه عن نفس اللوحة الشهيرة لمونش التى تتصدر غلاف الكتاب و التى أخذ منها الكثير من الأعمال الفنية بل و الكوميكس المضحكة أحيانا كاللوحة فى الأعلى
من الفصول الخمسة و العشرين أحببت جدا أربع نساء و تتحدث فيه عن خمس نساء أثرن فى حياتها و سبوع بهية عن سبوع ابنة المناضل الحقوقى مالك عدلى
ربط قصة سيارة ترحيلات رابعه برواية رجال في الشمس لفتة عبقرية
شعور محير هو شعورك و انت تقارن بين هذا الجزء و سابقه
أحببت كليهما رغم الألم و الإحباط و لكن فى هذا الجزء ظهر شعور سلبى جديد هو اليأس المصحوب بالوهن. فقد كنا ندرك كما كانت رضوى تدرك أيضا أنها تسير للنهاية و هى الأن أكثر من أى وقت مضى قريبة جدا من الحافه و لم يبق الا الإندفاع الذى يزهد العوده.
حسمت أمرى أخيرا عندما أيقنت أننى لم أحب الجزء الأول و لا الثانى بل أحببت رضوى و حديثها العذب مهما كان الموقف حالكا. أحببت نقاءها فى لحظات حرجه و ثباتها فى شدة لا يستقيم معها الا الوجع و لكنها أبت الا ان تطلق صرختها على هيئة كلمات ربما سيخلدها الدهر و تحملها أجيال جديدة تواصل مسيرة دعمتها رضوى و ايدتها جموع الأحرار و صقلتها إرادة شعوب تتمثل سلوك العنقاء و لن تلبث ان تبعث مرة أخرى من رماد الثورة إلى سماء الحرية.