أبكيك ياأبي جعفر مثل الأمة البكماء إذ تبكي نبي ..
للقاء آخر لغرناطة الفاتنه القارئة المخلده بذاكرة من قرأها بأنامل الكاتبة رضوى عاشور..
هكذا سوف تقع في البيازين بموت أبي جعفر لقد مات وهو يرى صفحات الكتب تتطاير في الفضاءات الواسعة تصرخ أرواحها للجاذبية الأرض انقذني من لهب النار المشتعل لكي لاتتحول لرماد لايقرأ ، تلك اللحظة لم تعترف بها الجاذبية لإحتضانها ..
آه ، لا أدري كيف كانت تلك الليلة ماحملته غرناطة من بؤس ، انكسار ، هزيمة ..
ماتحمله مريمة من ذكاء وفطنة جعلتني بي أحاديثها أبكي وأضحك لأسلوبها متعة ..
لكن القشتاليون جعلوا نهايتها مأساة فقد ماتت خارج تراب أرضها البيازين رحلت من دون استنشاق زهور الخزامى ورؤية سماء غرناطة للنظرة الأخيرة ..
أما سليمة حكاية أخرى لحياتها ، عاشقة لقراءة الكتب تخبئ ماتبقى من كتب جدها بحرص حتى لا يأتي القشتاليون الحمقى ويحرقون ماتبقى منها .. وأيضا نهاية مؤلمة بحرق جسدها الصادق وأتهمت بالسحر لأنها تداوي المرضى باﻷعشاب وتعشق العلم ومنابره ..
فهناك العديد من الشخصيات غيرهم لكن الأبرز بحكايتهم المختلفة ..
من هم القشتاليون بتاريخ غرناطة :
لقد احتلوا غرناطة وأرواحها المسلمة وغير ذلك منعوا التحدث باللغة الأصيله هي اللغة العربية ويعاقب من لايتحدث باللغة القشتالية لكن بيت أبي جعفر من أبناؤه وأحفاده عامر بلغة الأم أما خارجه فيتحدثون باللغة القشتالية حتى لايصيبهم مكروه ، حتى أسماؤهم ليس لهم حق باأختيارها .
أي انكسار تحت قيود الطغيان في حكاية غرناطة ..
لاتدري الموت احترف نهاياتهم الحزينة أما قلم رضوى عاشور يخدرك حتى الألم في تقبل الموت ببطئ .
وهناك العديد من الأحاديث والحكايات في ساحة سان سلفادور ..
تشعر حينما تقرأ ثلاثية غرناطة أنك أنت بالفعل متواجد بخطاك نحو شوارع البيازين والجعفرية مرورا برؤية بيوت محاطة بزهور الخزامى ..
رضوى عاشور ، نصيب أخر كفيل وصفها الأدبي بأن يرتكز بي التخلد بذاكرتك ويكون جزء منك فلديها مقدرة بأمتلاكها حواسك كلها حتى توصلك إلى عمق وصفها وسردها الباذخ.
تقيمي : خمسة نجوم بكل أثر تركته رضوى عاشور بداخلي .