أقاصيص أقصر من أعمار أبطالها - طارق إمام
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

أقاصيص أقصر من أعمار أبطالها

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

في هذا الكتاب القصصي المختلف، يخوض «طارق إمام» كعادته مغامرة جديدة، ذاهبًا هذه المرة إلى «القصة الومضة». ١٢٥ أقصوصة تحضر فيها أسئلة الوجود كافة؛ حيث لا تحتاج الحكاية سوى لكلمات قليلة كي تكتمل وتشبع قارئها، طارحة في كل مرة عالما ثريا مكثفا من الشخصيات والأحداث، يصلح بعضها لتشييد روايات كبرى. وبقوة الحكي نفسها تتجسد طاقة الشعر؛ بحيث تصلح نصوص هذه المجموعة لتكون قصائد نثر، مؤكدة ملكة «إمام» العالية في تحويل كل نص يكتبه إلى قصيدة. «أقاصيص أقصر من أعمار أبطالها»:- مجموعة فريدة لكاتب أدمن التجريب، تعيد اكتشاف العالم من زوايا مدهشة في عجائبيتها وعميقة في تفجير مفارقات الواقع الذي نظن أننا نعرفه.. ذلك الواقع الذي لا يعيشه المرءُ كقاطن بل يزوره كضيف.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
3.7 18 تقييم
150 مشاركة

اقتباسات من كتاب أقاصيص أقصر من أعمار أبطالها

‫ في بعض أحلامي أراني نائمًا.

‫ يُرعبني ذلك أكثرَ من أي حلمٍ آخر: أن يحلم شخصٌ بنفسه وهو نائم، فذلك يعني أن ثمَّة حلمًا ثانيًا، لن تتاحَ له الفرصةُ أبدًا ليعرفه

مشاركة من Nonna Elsayed
اقتباس جديد كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب أقاصيص أقصر من أعمار أبطالها

    18

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    #ريفيوهات

    "أقاصيص أقصر من أعمار أبطالها..سيرة ترجمان لا يهدأ"

    -"الحسن بن الهيثم".. لا أظن أن هذا الاسم قد مر على معظمنا إلا وقد طرأت على أذهاننا إسهاماته في تفسير رؤية الأشياء، حيث قال إن الضوء يسير بخطوط مستقيمة من مصدره إلى الأجسام ومن ثم يرتد إلى الأعين ليكون الصورة.

    -لعلك تسأل: ما علاقة ذلك بمجموعة "أقاصيص أقصر من أعمار أبطالها" للكاتب طارق إمام، الصادرة عن دار الشروق منذ أيام قليلة؟ والإجابة لا تتطلب إلا توسيع النظرة وقياسها على رأس أفكار المجموعة، لنستكشف جوانبها وأسبابها، والتي تُعلمنا ما إن كانت الصور المغلفة بها، منطقية، وملائمة لما تعبر عنه من مشاعر أم لا.

    إذن لا أعتبر أن ما قام به طارق إمام في هذه المجموعة، والمنضمة إلى مشروع أدبي يقوم على صنع رؤية جديدة للمدينة وتكويناتها _ الأرض، والناس، وما يصلهما من نظريات وتفاعلات حيوية_ مجرد افتتان وغرام بالتجريب وتكوين الصور الملغزة، بل يعد عماداً أساسياً، يتقوى ويتآلف مع بقية الرموز الحاضرة بالأعمال الأخرى للمؤلف_ كعجوز البحر برواية شريعة القطة، والجدارية التي تؤوي شخوص رواية ماكيت القاهرة، والصياد والفريسة بمجموعة حكاية رجل عجوز- مثلما تآلفت الأجساد بقصة "حصة التشريح"، لتخلق أمامنا سبباً يتحرك متبعاً ما يضعه الكاتب من علامات تشبه أعقاب السجائر إلى أن يكشف عنه بمصدره الخاص -كما قصتي محض رجل في ملصق، والشمس والقمر- فنعرف السر هاضمين تلك الشواهد البادئة حين كنا نراه بعيداً بلا هوية مميزة.

    "الكثيرون يطيرون هذه الأيام، والبقية تمشي على الماء

    صارت المعجزات في المتناول

    منذ أصبح الواقع باهظ الثمن "

    من فصل "هايكو المدينة"

    -يستهل الكاتب ذاك السر بنظرة نقدية، تنبع مما انعكس عليه من صور لعالم مغطى بإيقاع واحد كما نرى بقصة "متطابقون"، ما يبعد كل معنى عن أصله. تصل إلى أن يرى ألفاظا متلازمة من المفترض أن تصنع هيبة في قلبه، مثل العشق والبراءة، البين والذكرى، التيه والهداية، الحياة والموت، مجرد أشياء ممزقة ملقاة بين شوارع مدينته تعجز- وقد أهيل عليها غبار الزيف كما بقصة "خلف النعوش" والمقطع الحادي والعشرين من هايكو المدينة في العلاقة المتنافرة بين السيرك والوحوش - أن تُعرِّف بنفسها "كما بقصة الكفوف".

    - ومثلما كان بطل قصة "العمى" متمسكاً بعلته بزهد عن الدنيا التي بحسب قوله: كفت عن رؤيته، احتجب الكاتب عن الرؤى والإيقاعات الواقعية، مرهقاً منها، محتجاً من جعلها الإنسان والمدينة قطعاً مصغرة ذات أدوار مهمشة تعيش معظم حياتها في مراقبة حيوات أخرين كما بقصص "حصان في حجم عقلة إصبع، محض رجل في ملصق، ونور متفق عليه". ومن ثم يبدأ ذهنه بترجمة الواقع بلغة جديدة، من خلال خيط يمتد بين ماضيه، بادئاً من إهدائه لأبيه الراحل "أنت فوق التراب ..أنا تحته" مروراً بقصص الإرث والوصية، وبين مصيره ومستقبله في قصتي "حاسة زائدة، وموتي"، ومعتمداً على نافذة بسيطة "كما بقصة س، ج النوافذ" تطل على شيء من أساسيات واقعه المرن، لتتواطأ معه على تغييره متوافقة مع مستهل المجموعة المقتبس من الكاتب ديفيد كورنويل "نحن لا نعيش في الواقع، إنما نزوره".. ولننتقل في القصص بخاصة قصص "عندما انقلب الناس، وعندما انقلب العالم، كلانا ضيف الآخر" من استغراب المشهد، إلى الغوص فيه، ومن ثم تحليله.

    -وحين ننتقل إلى توظيف الرؤية المترجمة بذهن الكاتب- أي آلية التجريب عنده- سنجد أنها تعتمد في أساسها-نتيجة لما ذكرناه من سأم الواقع- على أساس قصة "كل الكتب التي قرأناها، كل الكتب التي لم نقرأها" فتتوالف المشاهد أو اللحظات المكررة إلى أشياء بسيطة مختزلة تشبها نصوص الهايكو، أو حذفها باعتبار أنها زائدة مع الإبقاء على طاقتها الشعورية المتصلة بصاحبها كما بقصتي "حاسة زائدة، وموتي". معتمدا على مبدأ أصيل أرساه طارق إمام بروايته "ماكيت القاهرة" عن إظهار الأفكار أو المواد المميزة فقط، حتى تظهر بشكل متناسق يستوعبه العقل ولا يخل بروح المشروع الأدبي "ويقصد بذلك النظرة الجديدة لروح المدينة".

    -هذا الاختزال والاستبعاد جعل التأمل في الاختلاف والتمازج وكذا نقاط الالتقاء المشتركة، مريحا للعقل. مبعدا عنه ما يلجئه إلى الاعتماد على قوالب ثابتة تدور حول حيوية العالم التي تستمد من حركة الطبيعة تداخل حركات البشر وتعاقب الأجيال لتحافظ على إيقاع متزن. فنراها تنفتل من الطبيعة وهيئتها المعتادة-كما بقصة الشمس والقمر-للولوج أكثر في علاقات متشعبة النفس: علاقتها بذاتها كما نرى مراقبة البطل حياته وتمثيلها أمامه كما بقصص "كلانا ضيف الآخر، ساقه الصناعية، لست كلمات ولست يدا" وعلاقتها بالمكان وانغماسه فيه بتجاربه الخاصة. بداية من العلاقة بين قصتي "الطريق، وقاطع الطريق" وصولا إلى قول الكاتب في بداية فقرة "من هنا لهنا" من قصة موت الأب "لم يكن مقعدك، كان أنت". وأيضا علاقتها بالزمن كما بين الأب وابنه بقصة "موت الأب" والابنة والأم بقصة "بين وردتين" لما فيهما من سباق والتقاء بين زمنين ما كانا أن يلتقيا واقعيا من ناحية، وعلاقتها بأصلها برؤية انعكاس أفعال المهد-أو الأفعال الأصلية عموما- بقصتي "ألعاب الطفولة الخطرة، الكفوف" ومقاطع عدة من فصل "هايكو المدينة " من ناحية أخرى. ومن ثم صنع مقارنة ومقاربة تؤدي إلى جعل جمل كالمذكورة بالقصة الثانية "أنتِ هي لو كتب الله لها عمرا" أو القصة الثالثة "تعجز أن تشير إلى القاتل" أو بالمقطع الثامن عشر من هايكو المدينة "المسمار قديم في رغيف الخبز، منذ كان نعشا" تمثل حقيقة ماثلة سهل اقتطاعها كما تقطف الوردة وتفنيدها.

    -ولكي نكون منصفين لم تكن تلك العملية بنسبة كبيرة مطلقة أو عشوائية، بل كانت مغلفة بسبب يزداد وضوحا وصفاءً كلما تقدمنا عبر القصص والومضات. لنجد قصص "كل الكتب التي قرأناها، نائم يحلم بنائم، كل مرة لأول مرة، سيرة مغمضة، أحلام فندقية، والمدينة " تشرح أن الواقع على الأغلب بتكراره، ليس فيه تحفظ بتبادل الأدوار "كما رأينا التداخل بين الرفيقتين وآلية بكائهما بفقرة دموع الندم بقصة متوالية الدموع" أو بالتعايش مع بقايا تجارب الآخرين وإكمال نواقصها كما في قصص "المدينة، وبين وردتين، وأحلام فندقية"، وإنما التكرار هنا لاحتياج الحياة إلى الونس بمراقبة ما تفعلها النفوس بتجاربها التي تشبه الأردية الموحدة والاستمتاع بفلسفتها وحركتها التي تصنع خربشات مميزة على تلك الأردية فضلا جداريات الأزمنة، كما نرى بقصة "الحياة" ونسبيا فقرة دموع العمر بقصة "متوالية الدموع" أو بقصة "فيلم روائي طويل"-ويقصد هنا بالحركة والمتعة الموصوفة، لأن الفكرة العامة بفضل الجدل الحادث بين البطل والفيلم تميل لنظرة المؤلف- وهذا ما لا يريده الكاتب في الأصل، فوازن بين الاختزال واحترام مبدأ الحياة، فصنع ما يشبه فتقا في جيب الواقع يبتلع بعض تلك المتتابعات ثم يهضمها داخله لتمتزج برؤيته الجديدة وهو ما تم الترميز إليه على الأغلب بقصتي "الفتق، وسكنته أسنانه".

    -ومن ذلك تصنع تلك الموازنة نافذة كبرى تطل على علاقة الكاتب بأفكاره. ترينا قيمتها عنده كما بقصة فكرة بأن يشملها بعطف أبوي كأنها قطعة منه فتجلس على رأسه. وتطلعنا على حرصه على ألا يمسها شبح الهرم والشيخوخة حتى لو كانت مصيرها مرتبط بمصيره غالبا إن لم تكسى بالكتابة كما بقصة "مدينة كاملة من الأشخاص الذين لا يكبرون". ومن خلال ذلك نكتشف التراوح بين إرادتها الحرة في التعبير عن نفسها رغم سطور الكاتب كما اتضح أمامنا شعور الحيرة بقصة "مسودة قصة موضوعها مسودة قصة"، وبين التواطؤ في مرونة تشكل كلماتها أحيانا كما بقصة "أماكن صحيحة. والأهم أننا نلتمس خوف المؤلف بأن تسحب الفكرة العامة من أدواته، فيهوي كما هوى رائد الفضاء حينما اختفى القمر رويدا رويدا، وصار محاقا.

    -ختاما، فإن تلك المجموعة القصصية تعتبر عملا مميزا يوشي مدينة طارق إمام ويزينها، بالتطرق إلى معضلة بداية التجربة "لأننا نولد عجائز" والخفة في لحظات نهايتها "لأننا نموت أطفالا" وما بينهما ومضات من حيوات مأهولة كنهر جارٍ يقتسم الكاتب والقارئ التيه والحيرة عن موقعهما فيه ومن ثم يعيشان الرحلة سويا. وتبقى النهاية معلقة، لأن كل الومضات تصلح مكانا للإقامة والعيش. وهذا ما يعطي للمدينة معنى ربما بنظرة الكاتب.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    هكذا تكلّم طارق إمام

    ■ مزج أول ... كتاب الأقاصيص

    مرة أخرى يمنحنا الأديب المبدع طارق إمام كتاباً جديداً ساحراً، وهذه المرة يفاجئنا بمجموعة رائعة من أدب "القصة القصيرة جداً" أو الفلاش فيكشن.

    "القصة القصيرة جداً" هي فن شديد الصعوبة وأدب شديد التركيز، يحتاج من الكاتب التمكن التام من أدواته وتقنياته الأدبية واللغوية، فالكلمات والمفردات تحتاج إلى ميزان حساس لضبطها، والجُمَل والعبارات تحتاج إلى فن بارع لصوغها، وجسم الأقصوصة الصغير يحتاج إلى فكر منضبط ورؤية مكثفة ووعي متقد، ومقص قاطع عند اللحظة المناسبة في النص، والنهايات تحتاج إلى خيال خصب وقريحة متألقة حتى تمنح النغزة الخاتمة للفلاش فيكشن، الهادئة أحياناً والمتوهجة أحياناً والساحرة دائماً.

    استوقفني عنوان المجموعة "أقاصيص أقصر من أعمار أبطالها"، هي إذن أقاصيصنا الصغيرة، لأن القصص الأطول من أعمار أبطالها هي "التاريخ" أو هي "المعرفة"، حاولت أن أتتبع ذلك في الأقاصيص، وجدت المعاني تحمل شذرات معرفية وإلهامات وجدانية،

    فسؤال المعرفة الذي يقود إلى الحكمة، تستغرق إجابته بالضرورة أطول من أعمار السائلين عنها والساعين إليها، وهذه هي المفارقة، فكان الحل عند طارق إمام هو تلك الأقاصيص القصيرة، فهي وإن كانت أقصر من أعمار أبطالها، لعلها باختصارها وتكثيفها، تضيف امتداداً لعقول ووجدان وأعمار قرائها.

    الغلاف بذاته هو قطعة فنية شديدة العذوبة بلمسة طارق إمام، مع الرسم الملهم والخط الأنيق والألوان البديعة.

    عندما دخلنا من باب الكتاب هزّتنا رقة الإهداء، ثم وجدنا أنفسنا في أروقة أحد الجاليريات ننظر إلى ١٢٥ لوحة بديعة، أو أمام إحدى المعلقات نقرأ ١٢٥ مقطعاً شعرياً رائعاً، ثم قفزنا داخل ينابيع المتعة.

    أتى طارق إمام بحاوية كبيرة ممتلئة بالقصاصات الملونة والورود واللآلئ ثم أفرغها فوقنا من طابقه العلوي، فمنها ما تهادى متراقصاً في الهواء يداعب أنظارنا، ومنها ما أطلق عبير السحر يداعب شجوننا، ومنها ما وقر فوق رؤوسنا يغلفها بشذرات الفكر ونوازع الحكمة.

    طاف بنا طارق إمام في عالم الشجون حيناً، وفي عالم الإدهاش حيناً، وفي عالم الطرافة حيناً، وفي عالم التخييل أحياناً كثيرة.

    طارق إمام يتعامل مع القارئ كشريك واعٍ وطرف أصيل في العملية الإبداعية، وقد أودع في كتاب الأقاصيص سحراً ملهماً وأدباً بديعاً، جعل كل أقصوصة تبوح لنا بنصف الفكرة فتمنحنا كل المتعة.

    أقسمنا على تلك الأقاصيص المتطايرة أن تبوح لنا بالمزيد قبل أن تمضي، فأبت، ووجدنا أنفسنا منخرطين في إدراك الفكرة بأنفسنا وإكمالها بخيالنا، وقتها اكتملت المتعة.

    قيل قديماً أن النُكْتَة في عالم الفكاهة هي أقصر عمل درامي، لكن يبدو أن طارق إمام قد وجد في عالم الأدب ما هو أهم وأعمق وأكثف، ففي كتاب الأقاصيص يقدم لنا أقصر عمل أدبي يحمل جُل الفكرة، وكل المتعة.

    ■ مزج ثان ... مثلثات طارق إمام

    على الرغم من القصر الشديد للأقاصيص وأن بعضها ينتهي حتى قبل أن نزفر ما شهقناه؛

    وعلاوة على مثلث الحيرة في الكتاب الذي شهدناه في أجزائه الثلاثة "لأننا نولدُ عجائز" و"هايكو المدينة" و"لأننا نموتُ أطفالاً"؛

    فقد وجدنا أيضاً مثلثات طارق إمام البديعة الساحرة ما زالت تطل من بين طيات وثنايا الأقاصيص وتقفز فوق صفحات الكتاب:

    ☆ مثلث النهج السردي (السُريالي - الرَمزي - البِرناسي)

    ☆ مثلث المحتوى النصي (الفلسفي - السيكولوچي - الأنثربولوچي)

    ☆ مثلث التجريب الأدبي (سيولة الزمكان - عبث الأصوات - الميتا فيكشن)

    وجدتني أقرأ الكتاب ثلاث مرات، كل مرة كنت أتتبع أحد المثلثات الثلاثة (النهج - المحتوى - التجريب)، مرة كي أتنسم عبق سحر الأدب، وأخرى كي استبصر شذرات المعرفة وثالثة كي أُحَلِّق عالياً مع المتعة.

    في قراءتي الأولى وجدت الأقاصيص مفعمة بعبق سحر النهج ... مثلاً في:

    ○ "أول رجل على سطح القمر"

    ○ "في كل مكانٍ خانته المدينة"

    ○ "كُلٌ الكتب التي قرأناها.. كُلٌ الكتب التي لم نقرأها"

    ○ "حصانٌ في حجمِ إصبع"

    ○ "مدينةٌ كاملةٌ من الأشخاص الذين لا يكبرون"

    في قراءتي الثانية وجدت الأقاصيص مشبعة بأنفاس شذرات المحتوى ... مثلاً في:

    ○ "الحياة"

    ○ "كرة أرضية"

    ○ "س، ج النوافذ"

    ○ "موت الأب"

    ○ "الزوَّار"

    في قراءتي الثالثة وجدت الأقاصيص تتلاعب بأضلاع التجريب ... مثلاً في:

    ○ "كلانا ضيف الأخر"

    ○ "رجلٌ يمشي بظهره"

    ○ "متطابقون"

    ○ "مسودة قصة موضوعها مسودة قصة"

    ○ "موتي.."

    كان كل ذلك يتراقص بين صفحات (الجزئين الأول والثالث)، وكانت تلوح منها لمحات تشاغب القارئ، مثل:

    □ "هخلي وشك شوارع"

    عندما يكون العنوان بالعامية والأقصوصة بالفصحى

    □ "نور متفق عليه"

    عندما يكون العنوان بالفصحى والأقصوصة بالعامية

    □ "الكفوف"

    عندما يكون العنوان مجرد رسم

    □ "ساقُه" - "ساقُه الصناعية"

    عندما تصبح أقصوصة صدى لأخرى

    □ "عندما انقلب الناس" - "عندما انقلب العالم"

    عندما ترد أقصوصة على أخرى

    بينما صفحات (الجزء الثاني) كانت تموج بهايكو المدينة، "الهايكو" ذلك الشعر الياباني الساحر، البسيط الجَيَّاش العميق.

    كانت صفحات الهايكو تتحدى بدفقات شعر-نثرية في كلمات معدودة، وصل قِصَر بعضها إلى الرقم القياسي المسجل وهو ست كلمات؛ الدفقة رقم ٤ (زهرةٌ حمراء شقَّت الأسفلت.. أوقفت السيارات) والدفقة رقم ٦ (يظن البرتقالة قنبلة.. ليتأكد، ينزع الفتيل)، لقد قَبِل طارق إمام التحدي الذي بدأه إرنست همنجواي حين حقق الست كلمات.

    في القراءات الثلاثة كان العقل لا يهدأ، والوجدان لا يسكن، والمتعة لا تنتهي.

    داعبتي الأقاصيص للمرة للرابعة، فوجدتني أقرأ قراءة ذاتية، وألعب لعبة "الأكثر"؛

    الأكثر تكثيفاً، والأكثر عذوبة، والأكثر إيلاماً، والأكثر شجوناً، والأكثر جرأة، والأكثر إدهاشاً، والأكثر عجائبية، والأكثر طرافة، والأكثر طولاً، والأكثر قصراً، والأكثر والأكثر والأكثر، ١٢٥ مرة، وما زالت اللعبة مستمرة.

    مرة جديدة، نرفع القبعة لأديبنا الساحر طارق إمام.

    ■ مزج ثالث ... بين الأدب والسحر

    إن "القصة القصيرة جداً" هي فن لا يُقدِم عليه إلا أشجع الأدباء وأمهر الكتاب وأبرع الحكَّائين، وقد شاء العظيم نجيب محفوظ بعد رحلته الملحمية الطويلة مع الرواية والقصة القصيرة، أن يختتم الرحلة بذلك الشكل الأدبي المذهل في رائعتيه "أصداء السيرة الذاتية" و"أحلام فترة النقاهة".

    خَلقَت "أقاصيص" طارق إمام حالة أدبية بديعة بين الشعر والسرد ... تجاوزت "رباعيات" چاهين حين أفلتت من أَسْر الأبيات الأربعة إلى رحابة حُر القصيد، وتباعدت عن "أصداء" محفوظ حين تملَّصت من البِرناسية الذاتية المربكة إلى سُريالية موضوعية أشد إرباكاً.

    وجدنا طارق إمام يتفوق على مفردات اللغة وعلى تركيبات العبارة، يغزل من الحروف والكلمات خيوطاً مشبعة بالعذوبة والجمال، ثم ينسج منها حُلَلاً وأثواباً تلبسها المعاني، فتتزين الأقصوصة في أبهى صورة، ثم تطل داخل المرآة، فترى القارئ مشدوهاً ومفتوناً، وذائباً من المتعة.

    طارق إمام هو كبير السحرة في الأدب السُريالي العربي، أدب ما بعد الدادائية وما بعد السُريالية الأوروبية واللاتينية، وقد صعد عن جدارة إلى قمة عليا في سماء حياتنا الأدبية، وصار أدبه قِبلة لجيل جديد من شباب الكتاب، يتعلمون منه السحر.

    وكتاب الأقاصيص مليئ بالتعاويذ السحرية الخلابة، هي ليست مجرد مفردات لغة أو تركيبات عبارة، هي تعاويذ سحر الأدب، يتلوها القارئ فتأخذه بعيداً وترفعه عالياً، إلى عوالم أخرى فاتنة.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    رعابيب أقاصيص أقصر من أعمار أبطالها

    بصوت مفيد فوزي: تسمحلي ارعبك؟!

    أطرق باب شقتك من الداخل كنوع من العبث ستجد من يفتح لك باب شقتك من الخارج فتصبح أنت الزائر، في الشارع ستجد رجل يمشي بظهره، عدم اكمال الفيلم في إحدى السينمات سيجعلها تطاردك بعدها في كل مكان؛ ملامة عدم اكمالك له، المقاعد الخالية ليست مهجورة، ستجد حصان بحجم أصبع لن تكتشف وجوده إلا بسماع صهيل أسفل قدميك وتجده يركض كصرصور، سيغلق عليك قبور بسبب استغراقك في تأمل ملامح أموات كنت تستجمع ملامحهم في جنازات لا تعرف أصحابها.

    أقصوصات سيريالية

    "تعوَّدت منذ طفولتها أن تجلسَ فوق رأسِ أبيها. بهذه الطريقة كانت تتمكَّن من رؤية السماء في أقرب نقطة. كانت صغيرة، أصغرَ حتى من رأسه، حد أن كان بإمكانها تمديد ساقيها على جبهته.."

    عندما ظهرت الحركة الفنية السريالية "ما وراء الواقع"، جردت تربة الواقع وذهبت بها إلى أقصى ناطحات الخيال، استندت بقدميها على الأرض وامتدت ولامست عنان السماء ب عنفوان غموض الخيال وغرائبية الحلم، تشبه السيريالية الغبار المتكون على لوح زجاج يحتاج لبعض الجهد لازاحته وبعدها تتضح الأشياء لتستكشف بعدها على مهل ما خلف الزجاج وخلف 125 أقصوصة مقسمة لثلاث لأننا نولد عجائز، هايكو المدينة، لأننا نموت أطفالاً. ر أقصوصات سيريالية مصاغة بكتابة شعرية متميزة طوع فيها الكاتب اللغة الفصحى منها والعامية فتجد قصة عامية وحيدة بعنوان " نور متفق عليه " وقصة أخرى معنونة ب " هخلي وشك شوارع"

    " دايمًا، في أي شارع هتدخله، هتلاقي حد راكن، بيدِّي انتظار.. ودايمًا الحد ده مش مستنيك إنت."

    جدل في هايكو المدينة وحدها 51 ومضة على شاكلة

    " لتوسيع الطرق القديمة

    أزالوا مقابر

    لم يمت قاطنوها بعد."

    أقاصيص تحوي داخلها عوالم مكثفة، لغة شعرية نسجت بداخلها فلسفة السيريالية وغموضها ورموزها، تعقيد افكارها التي تتجاوز عتبات الطبيعي والمألوف ليعيد القارئ تأويل الواقع على مهل. تأويل للمدينة والوحدة والموت، الدهشة والتية، شتات النفس وخداع الذاكرة، الهوية تأويل حتي ذاتي للكاتب كما في قصتين الإرث والوصية.

    #أقاصيص_أقصر_من_أعمار_أبطالها

    #طارق_إمام

    #نسمة-عبداللطيف

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    1

    هل الأغراق في الغرائبية هو الحل؟؟؟؟؟ لا أجد نصوص طارق مدهشة -كما كنت أتوقع- بل مبتورة، مواربة، ثقيلة، غير متزنة.

    اسمحوا لي أن أنشق عن طائفة عشاق طارق إمام و ان أقف إلى يساره، لم تعجبني أقاصيصك و لم أجد بها شيئاً يستحق الفرادة و التميز.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    أقاصيص فلسفية رائعة

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    1
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    1
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    1
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق