أتوقفُ فلا أكاد أصدّق. قبالتي في قلب الصحراء في تلك البريّة الصامتة، ربضت في سكون جنّةٌ خضراء في كنف جدارٍ أبيض، كأنه حلم فردوسي. ودعاني بابٌ موارب إلى التقدم. اختلستُ النظر، لا أثر لأحد والبستان خال ووحيد. يمتدُّ على حاشية الجدران صفان من الصفصاف الطويل، وتنتصبُ أربع أشجار سرو في قلب أربعة بساتين صغيرة مكسوّة بالشقائق البرية والأزهار المجهولة. يتوسّط البستان مستنقعٌ كبير أزرقُ بلوري مترع بماء السماء. يغطِّي صخورَ الأنحاء غبارٌ رهيف. لا أثر لقدم ولا ليد، ولا أمارة عن لحظة مضطربة، ولا ذكرى لرسم مخدوش.
ربيع كتماندو الأزرق: أنطولوجيا القصة الإيرانية الحديثة > اقتباسات من رواية ربيع كتماندو الأزرق: أنطولوجيا القصة الإيرانية الحديثة > اقتباس
مشاركة من أحمد موسى
، من كتاب