اقتباسات من كتاب اختراع العزلة

في أثناء ذلك، في الهوّة الفاصلة بين اللحظة التي يفتح فيها الباب وتلك التي يبدأ فيها بإعادة استعمار الفراغ، فإن عقله يترنّح في ذُعر صامت وكأنه أُجبر على مشاهدة اختفائه الشخصيّ، وكأنه، بعبور باب غرفته، يدخل بُعْداً آخر، مستوطناً ثُقباً أسود.

الابناء نيام فإذا مات الآباء انتبهوا

شعرتُ أننا على نحو ما نلعب دورَيْن معكوسَيْن؛ أنه هو الابن المبتئس، وأنا ابن الأخت المتعاطف أردتُ أن أُحيطه بذراعي، وأقول له كم كان والده شخصاً رائعاً في نهاية المطاف، كان هو الابن الحقيقي، الابن الذي لم أستطع يوماً أن أكونه

"إذا حدث وأهمله أحد أشقّائه أو فعل شيئاً يعترض عليه، فإن أبي كان يرفض إطلاق الأحكام عليه إنه شقيقي، كان يقول، وكأن هذا يُفسِّر كل شيء كانت الأخوّة هي المبدأ الأوّل، البديهية المنيعة، مادّة الإيمان الأولى والوحيدة وعلى غرار الإيمان "

"أدرك أنه من المستحيل اقتحام عُزلة شخص آخر. إذا كان صحيحاً أننا نستطيع يوماً أن نعرف إنساناً آخر، ولو بمقدار ضئيل، فهذا فقط بمقدار استعداده لأن يُعرَف."

"حتّى قبل موته كان أبي غائباً، ومنذ زمن طويل، تعلّم الآخرون تقبُّل غيابه"

بالنسبة إلى رجلٍ لا يستطيع احتمال الحياة إلّا بالبقاء على سطح نفسه، من الطبيعي أن يشعر بالرضا بألّا يقدم شيئًا سوى هذا السطح للآخرين.

- بول أوستر، اختراع العزلة

لو كان لصوت المرأة وهي تروي القصص قوة اخد الأطفال إلى ذاك العالم المتخيل، فإنه يصح ايضا القول بأن للطفل القوة على جلب القصص إلى الواقع. يقال أن المرء يغضب إذ لم يستطع أن يحلم في الليل. وبنفس الطريقة، لو لم يسمح للطفل بدخول عالم الخيال، فلن يتمكن أبدا من القبض على الواقع...

في ظلمات العزلة التي يقبع فيها الموت،تنحل عقدة اللسان، وفي لحظة واحدة يندفع الدعاء، فيجد هناك الجواب. حتى لو لم يجد إجابة لما سأله، فلقد بدأ الرجل بالكلام على الأقل

الكذب هو أن يتحدث المرء مخبرا عن المستقبل لا عن علم، بل عن حدس. لذلك فإن النبي الصادق يعلم، والنبي الكاذب يحدس و يخمن.

الذاكرة: المساحة التي يمكن أن يحدث فيها الأمر نفسه مرتين

استعد، في بحثك عن الحقيقة، لما قد يباغتك؛ فهي صعبة المنال. وبمجرد أن تقبض عليها، ستقف ناظرا إليها وهي تنسرب من بين اصابعك...

هيراقليطس

حين يكون الباب مفتوحاً، لا تكون هنالك أيّة مشكلة: يمكنكَ الفرار دوماً. يمكنكَ تجنّب المواجهات، سواء مع نفسكَ أو مع الآخرين، ببساطة عبر الابتعاد.

كان منزله مجرّد محطّة من محطّات عديدة في وجوده المتبرّم المتفلّت، وهذا الافتقار للمركز كان له أثره في جعله غريباً أبدياً، سائحاً في حياته هو. لم يكن يوحي البتّة بأنه شخص يمكن تعيين مكانه.

إن عجز العقل عن التجاوب مع ما هو مادّيّ، فماذا به فاعلاً حين يقف في مواجهة ما هو معنويّ؟