الشر دفين مطمور تحت الثوب
لا يعرفه الا من يبصر ما فى القلب
مأساة الحلاج
نبذة عن الكتاب
مأساة الحلاج مسرحية شعرية من تأليف الشاعر المصري صلاح عبد الصبور تناول فيها شخصية المنصور بن حسين الحلاج المتصوف الذي عاش في منتصف القرن الثالث للهجرة. تتكون المسرحية من فصلين سماهما عبد الصبور أجزاء. الجزء الأول: "الكلمة" والجزء الثاني:"الموت" وتعد هذه المسرحية حتى الآن أروع مسرحية شعرية عرفها العالم العربي.وهي ذات أبعاد سياسية اذ تدرس العلاقة بين السلطة المتحالفة مع الدين والمعارضة كما تطرقت لمحنة العقل وأدرجها النقاد في مدرسة المسرح الذهني ورغم ذلك لم يسقط صلاح عبد الصبور الجانب الشعري فجاءت المسرحية مزدانة بالصور الشعرية ثرية بالموسيقى. أهم ما ميز هذه المسرحية التي نشرت عام 1966 هي نبوئتها بهزيمة 67 اذ مثلت صوتا خارجا عن السرب في مرحلة كان فيها الأدب العربي يعيش أحلامه القومية مع المد الناصري وكانت الرموز السائدة هي تموز وأساطير البعث الفرعونية والفينيقية والبابلية فكان عبد الصبور الوجه الاخر من هذه الموجة الثقافية من خلال شخصية الحلاج.اقتباسات من كتاب مأساة الحلاج
مشاركة من ثناء الخواجا (kofiia)
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
سمر محمد
رائعة ! ..
هذا أقل ما توصف به حقاً .. تجربة فريدة من نوعها ..
المرة الأولى التي أقرأ فيها شيئاً من المسرحي الشعري ..
والأولى أيضاً مع أعمال صلاح عبد الصبور الذي إستطاع ببراعة وبلغة فريدة من نوعها أن يرسم عالم هذه المسرحية الصغيرة حجماً والكبيرة جداً في مشاهدها ومعانيها .
مسرحية تصلح لكل زمان ومكان بكل شخصياتها .. كلماتها .. وتعبيراتها بمدلولاتها المختلفة ..
فلا تجد سوى أن تقف مشدوهاً أمام جمالها ..!
هناك بعض النقاط او الأفكار التي خطرت على بالي وأنا أقرأها ..
ربما أفكار غير منظمة أو واضحة ولكن أسجلها هنا لأعود إليها بعد فترة عندما أُكمل بحثي عن بعض الأمور :
أولاً : لن أتحدث عن الجانب التاريخي بخصوص شخصية الحلاج لان معلوماتي قليلة وأحتاج إلى بعض البحث والقراءة قبل أن أتحدث عنه.
ثانياً : أن تقرأ المسرحية شئ .. وأن تسمعها شيئاً أخر .. وأن تقرأها وأنت تستمع إليها فهذه متعة وتجربة مختلفة تماماً تجعلك تحيا الأحداث وخصوصاً أن يكون التسجيل بهذه الروعة والقوة والتي نفتقدها بشده الأن .
****
ثالثاً : كانت النسخة الإلكترونية التي قرأت منها المسرحية ينقصها الكثير من الصفحات للأسف والتي عالجها وجود التسجيل الصوتي .
رابعاً : عندما كنت أقرأ الجزء الخاص بالحوار بين "الحلاج" و "الشبلي" لا أدري لماذا تذكرت حوارات "جلال الدين الرومي" و "شمس التبريزي"
وبدأت لا إرادياً أقارن بين شمس والحلاج .. ليست مقارنة بالشكل المتعارف عليه بالطبع ولا مقارنة بتاريخ او شخصية كلاً منهم
ولكن لفت نظري نقطة معينة
موقف الناس او موقف الحاقدين من كل من شمس التبريزي والحلاج
فنجد عدم الفهم لمقاصدهم من العبارات التي يقولونها أحياناً فيتم تأويلها بشكل خطأ لتصل بإتهامهم بالكفر ..
فنجد مثلاً قولاً الحلاج لصاحبيه في السجن :
" إني أتطلع أن أحي الموتى"
المعنى الحرفي للجملة يُفهم بشكل خاطئ تماماً خاصةً في ظل الموقف الدائر عنه
في حين ان المعنى المقصود مختلف تماماً عندما شرحه بعد ذلك
وهذا ما نجده أيضاً في مواقف شمس التبريزي وعدم فهم الكثيرين له وعدم محاولته توصيل المعنى الصحيح لهم !!
هذا يجعلنا نتساءل .. أين المشكلة ؟
لماذا لا يفهمهم الناس ؟
هل لان الناس يفهمون المعنى الحرفي وبالتالي يصلون لنتائج خاطئة ؟
هل بسبب غموض المعاني واستخدامهم (شمس والحلاج) كلاماً يحمل معنيين وضعهم في مأزق وأوجد لأعدائهم سبيلاً للتخلص منهم بسهولة ؟
لا أدري حقاً ..!!
خامساً : على الرغم من حبي لكل أجزاء المسرحية بلا استثناءات ولكني أحببت أكثر الجزء الخاص بالمحاكمة
حكم مُسبق بإشراف السلطة !!
حتى صوت الحق لم يستطيع المقاومة طويلاً
وقفت امام هذه المحاكمة طويلاً في كل حرف فيها وما يمثله عن الواقع وما يدور حولنا
واقعية مؤلمة لأبعد حد .. مابين ظلم السلطة .. وفساد القضاة .. وأصوات الحق التي تُهدم قبل أن تبدأ
عن عامة يُقادون لما تريده السلطة .. وغياب العدل بكل أشكاله
"نحن قضاة لا جلادون . ما نصنعه أن نجدل مشنقة من أحكام الشرع والسياف يشد الحبل"
إنها ليست مأساة الحلاج وحده . لكنها مأساة كل العصور .. والتي يثبتها التاريخ والواقع في كل لحظة .. فإلى متى ؟؟؟!!!
-
Maram Akeel
ممتعة إلى أبعد حد ..
الشعر والكلام الموزون كان رائعا ..
كلمات مليئة بالحكمة والسلام ..
هناك حلقة مهمة ضائعة وهي التعمق بشخصية الحلاج من الجانب الروحي ..
فالمسرحية فقط عبارة عن توصيف لمشهد قتله .. دون تعمق في شخصيته .. الشخصية المثيرة للجدل والتي كنا نأمل أن نعرف عنها أكثر من خلال هذا العمل ..
لكن التركيز الأكبر كان على أن قتل الحلاج ليس بسبب تكفيره أو تطاوله على الذات الالهية وانما لانه كان ينوْر الفقراء ويقوي بصيرتهم .. حاله حال جميع المصلحين الذين تقتلهم كلماتهم ..
وفي هذا تغييب للجانب الروحي للحلاج .. وإظهار للجانب الإصلاحي من سيرته ..
لا بد من معرفة المزيد عن هذه الشخصية 😌
-
مروه عاصم سلامة
لو كان للأولياء كرامات يفاخرون بها ويقدسون لأجلها ...فهي من أمرهم لا تعنيني شيئاً.... وإنما أكرم الكرامات في عيني تلك التي تبني في نفسك شرفة علوية يتضاءل منها حجم العالم ..قيمة أحلامك ..عدد أمانيك ...وجوه اشتهيتها.. وأخرى ازدريتها...كل مدح قيل لك فنسيت قائله وما ذكرت إلا نفسك... وكل ذم تناسيته وما نسيت أبدا اسم قائله ..أكرم الكرامات أن توقن انك أنت ومن حولك أحدكما أو كلاكما هو ذنب الآخر وستكفرأنت وحدك عن الذنبين ما استطعت ..وهذه كانت كرامات الحلاج رحمه الله... فهو ليس ممن طويت لهم الأرض أوبسط لخطاهم الماء أو سخرت من أجلهم الرياح ... ولكنه لما كان شاباً لم ينر العلم إلا حيرته فاعتزل الناس و لبس أسبال الصوفية طمعا في أنوار الله ...فلما صار كهلا علم أن لنور الله صفة أخرى عن أنوار الدنيا ..فرقعة الضوء لا تتسع بابتعادك عن خلقه والأرض... بل تضيق وتصغر حتى تصير لها حدود صدرك الضامر ...فخلع سترة الزاهد وحدث صديقه العابد (الشبلي ) بما طاف في نفسه ... فكان هذا من أجمل ما نظمه صلاح عبد الصبور فيما دار بينهما من حوار:
الشبلي: لا يا حلاج إني أخشى أن أهبط للناس ، قد أبسط أجفاني فوق الدنيا ، فأرى يسراها فأتمنى النعمى واليسرى وأرى عسراها ، فأتوقى العسرى ...ويموت النور بقلبي.
الحلاج: هبنا جانبنا الدنيا ..ما نصنع عندئذ بالشر؟؟
الشبلي: ماذا تعني بالشر؟؟
الحلاج : فقر الفقراء ..جوع الجوعى ، في أعينهم تتوهج ألفاظ لا أوقن معناها ..أحيانا أقرأ فيها (ها أنت تراني لكن تخشى ان تبصرني ..لعن الديان نفاقك)...أحيانا أقرأ فيها ( في عينك يذوي إشفاق تخشى أن يفضح زهوك، ليسامحك الرحمن) قد تدمع عيني عندئذ ..قد أتألم .أما ما يملأ قلبي خوفا ،و يضني روحي فزعاً فهي العين المرخاة الهدب فوق استفهام جارح : (أين الله) ؟؟ ورجال ونساء قد فقدوا الحرية .اتخذتهم أرباب من دون الله عبيداً سخريا ...يا شبلي الشر استولى في ملكوت الله ...حدثني كيف أغض العين عن الدنيا إلا ان يظلم قلبي؟؟
الشبلي: مهلا مهلا ...بل انت الان على حافة ان يظلم قلبك !!
الحلاج: لا بل إني أتنور من رأسي حتى قدمي.
وكما تحكي روايات التاريخ أخذ الحلاج يعظ الناس في الأسواق والمجالس والطرقات ويعلمهم حقوقهم و شرف نفوسهم ولما لم يجد الخليفة ما يجرمه به قام بتكفيره بتلك التهمة التي قذف بها العديد من أئمة الصوفية فيما بعد فيما يعرف بمعتقد ((الحلول والاتحاد)) بينما حقيقة الأمر ببساطة هذا الحوار بين الحلاج والشرطي:
الحلاج واعظا الناس متحدثا عن الله سبحانه قائلا : نحن له كمرآة يطالع فوق صفحتها جمال الذات مجلوا ويشهد حسنه فينا فان تصف قلوب الناس تأنس نظرة الرحمن إلى مرآتنا ويديم نظرته فتحيينا ...وان تكدر قلوب الناس يصرف وجهه عنا ويهجرنا ويجفونا ...وماذا يفعل الإنسان ان جافاه مولاه؟ ..يضيق الكون في عينيه، يفقد ألفة الأشياء ...تصير الشمس أذرعة من النيران يلقى ثقلها المشاء ..ويضحى البدر دائرة مهشمة رمادية من القصدير ميتة وملقاة على بيداء ..أليس الله نور الكون ؟ فكن نورا كمثل الله ليستجلي على مرآتنا حسنه.
الشرطي: أتعني أن هذا الهيكل المهدوم بعض منه وأن الله جل جلاله متفرق في الناس؟
الحلاج :بلى ، فالهيكل المهدوم بعض منه ان طهرت جوارحه وجل جلاله متفرق في الخلق أنوارا بلا تفريق ولا ينقص هذا الفيض أدنى اللمح من نوره.
اقتيد الحلاج بعد عظة كهذه إلى السجن وظل به أعواما وما فارق الذكر لسانه ولا الابتسامة مبسمه حتى وهو يجلد ويحاكم امام القاضي(ابن عمر الحمادي) والذي يذكر التاريخ قربه من الولاة وتملقه لهم وأمام (ابن سريج) وهو القاضي الشافعي الذي ظلمه بصمته وبغيابه عن المحاكمة الثانية التي قضي فيها على الحلاج بما يقضى على المفسدين في الأرض فقتل وصلب. .. ومن اجمل ما قرأت في هذه المسرحية كانت هذه المقاطع على لسان الحلاج:
يا رب ..لو لم أسجن ، أضرب وأعذب ...كيف يقيني عندئذ أنك ترعى عهد الحب؟ لكني الآن تيقنت يقين القلب أنك تنظر لي ترعاني ..مازالت تستعظمني عينك. ماز لت تراني أخلص عشاقك ...عين الله عليّ... وهداياه موصولة وطرائف نعمته مبذولة فهنيئا لي ..فهنيئا لي .
ثم هذا الجزء الذي رثاه به تلاميذه ومريديه من بعض كلامه: كان يقول إذا غُسلت بالدماء هامتي وأغصني
فقد توضأت وضوء الأنبياء
كان يريد أن يموت ، كي يعود للسماء
كأنه طفل سماوي شريد
قد ضل عن أبيه في متاهة السماء
الحلاج فقط هو من ستقرأ عنه سيرة شيعية في كتب أتباع الإمام الرضا وأخرى حنبلية عند أهل السنة والجماعة وستقرأه زنديقا كافرا عند غلاة السلفيين ومناديا بالإصلاح الإجتماعي عند المستشرقين الغربيين .. فلا يأخذك العجب حينئذ لأنه كما قال محمود درويش : ((هناك لكل جيش شاعر ومؤرخ وربابة للراقصات الساخرات من البداية والختام )) .. أما الختام فقد اخترت له مشهد البداية في المسرحية : حيث الجسد المصلوب على جذع الشجرة يتقدم نحوه جسد العجوز( شبلي) صديقه الواهن يعاتبه دامعا بالآية : ((أولم ننهك عن العالمين )) ؟؟
أهب هذه المسرحية تقديرا متواضعاً ..لأني تخيلت درويشا عجوزاً فقيرا ًمنبره الأرصفة والطرقات ثم يكيد له الوشاة في الشرطة والفاسدين من القضاة والولاة ...فقط لخوف الكلمة ...للكلمة إذن مُلك ... والله يؤتي ملكه من يشاء... وللمُلك جلال وما قرأته كان فقط ما في الشعر من جمال فرحم الله الحلاج وطيب ثراه
-
فدوى فريد
ممكن أدفع نص عمري ثمناً لمشاهدة مسرحيات صلاح عبدالصبور وسعدالله ونوس ممثلة ع خشبة المسرح ...والنصف الآخر ثمنا لعرضها ع شاشات التلفزيون لتكون في متناول الجميع ...
ـــــــــــــــ
ــــــــــــ أبو عبد الله الحسين بن منصور الحلاج ..لقب بالحلاج لأنها كانت مهنة أسرته و امتهنها في مطالع شبابه ...ثم خالط أعلام الصوفيه في عصره بالعراق ك (سهل بن عبد الله التستري و عمر بن عثمان المكي و أبو يعقوب الاقطع الذي تزوج من أحدى بناته و كذلك بالجنيد البغدادي أكبر متصوفي عصره شهره )
نهل من علمهم ما نهل وأخذ عنهم ما أخذ...لكن الحلاج خبر معنى جديد للزهد وأستحدث فلسفه جديده للتصوف تقوم على مخالطة العامه والدعوه للحياه الروحيه
وبذلك نبذه أهل التصوف
(لأنه هتك الاسرار الالهيه و نبذ الخرقه )...
الخرقة التي كانت علامة الزهد والتصوف ولم يكن ينالها إلا من تجرد من حب الدنيا وخلع من قلبه امور الناس والعامه فيجزيه الله بذلك مكانه رفيعه ع هيئه كشف بعض الاسرار الالهيه و الكرامات ...وكان يرى أهل الصوفيه ان تلك الاسرار حكر عليهم لا يجوز ان يطلع العامه عليها ولا يجوز ان يبوح أحدهم بما أكرمه و قربه بمعرفته من اسرار .
لكن الحلاج كان يرى ان تمام حب الله من حب خلقه والعمل على تحسين معيشتهم ...وانه ليس من الحكمه نبذ الدنيا والناس طلبا للآخره ما دمنا أحياء رضينا أم أبينا..
وبذلك الصوفيه عند الحلاج لم تكن مسلك فردي بل كانت جهاد جماعي..وهذا ما جعل اعمده الصوفيه في عصره ينبذونه .
( الفراش يطير حول المصباح إلى الصباح ويعود إلى الإشكال فيخبرهم عن الحال بألطف مقال ثم يمرح بالدلال طمعا في الوصول إلى الكمال)
...
هكذا قال الحلاج عن المتصوف العارف الذي لا يكتفي من العلم بالاقتراب فهو لا يهدأ الا بالاحتراق كاملا فيه ...
دعوة الحلاج لشكل جديد من الصوفيه تزامنت مع ضعف وانهيار دب في الدولة العباسيه شمل عدة جوانب سياسيه واقتصاديه ..حتى ان بعض الطوائف والملل المارقه الخارجه عن حظيرة الاسلام بدأت تطل برأسها وتقوى شوكتها ...
وفي وسط كل تلك القلاقل كان الحلاج يدعو الناس ويتباحث و يتشاور في أيجاد قيادة جديده تنقذهم من براثن الخليفه العباسي الضعيف ...دعاهم للثورة ع غرار أخوانهم الزنوج او أقامة دولة جديده ع غرار الدولة الاسماعيليه في المغرب او الدوله الزيديه الشيعيه في طبرستان ...ولما لم تقدر الدوله العباسيه ع مواجهة الاخطار الخارجيه فقد رأت ان الخطر كل الخطر يكمن في حركات التصوف من الداخل ...وأصبح الحلاج ع رأس المطلوبين حينها ...
سجن ...وجلد ...وصلب ...وقطعت أيده و أرجله من خلاف ...قطعت رأسه و مثل بجسمانه ...ذبح من أجل السياسه بسكين الدين ...أتهم بالكفر والزندقه و أنتماؤه لطائفه القرامطه (وهم طائفه منشقه عن الاسماعيليه ظهرت في القرن الثالث الهجري كان لهم منحى أشتراكي أقتصادي حاربهم أهل السنه والجماعه كما حاربهم الولاه العباسيين )..
لقد أستطاعوا التخلص من الحلاج كجسد يخطر ع الارض لكن بقيت سيرته الروحيه ملهمه للعديد من أتباعه (الذين يظن بعضهم انه ما صلب ولا قتل ولكن شبه لهم وينتظرون خروجه ) ومخلد في كتب الادب والتاريخ ...ومثار للجدل في العديد من الاوساط البحثيه الاكاديميه والثقافيه
""والافكار ليها اجنحه ماحدش يقدر يمنعها عن الطيران ""
...
ـــــــــــــــ
ــــــ ألتقط صلاح عبدالصبور من التاريخ تلك الحكايه و أنتقى مشهدين وغزل حولهما مسرحيته (التي لو لم تكن من هواة المسرح الشعري لأحببته ) وبرؤيه خاصه و فلسفه جديده يقدم لك عبدالصبور الحلاج ...كرمز
رمز للثورة
رمز للتنوير
رمز للتغيير
رمز للمثقف والعالم الذي صدع بما عرف و عمل به
رمز لكل شئ جيد وجميل ومثالي نؤده بأيدينا مره بالخذلان ومره بالاضطهاد ...ومرات بالحب ...
ـــــــــــــــ
ـــــــــــــ صلاح عبدالصبور من أكثر كتاب الشعر في العصر الحديث أرهاقا للذهن ...هو لا يقدم لك عمل فني بل يقدم لك عمل فلسفي وفكري يغلفه بالشعر ليسهل عليك أبتلاعه ...
ربما أروع ما شرح عبدالصبور في هذا العمل هو تبيان وجهة نظر الحلاج ورأيه عندما قرض بيته الشعري المشهور
""
مزجت روحك في روحي كما تمزج الخمرة في الماء الزلال
فإذا مسك شيء مسني فإذا أنت أنا في كل حال""
...
وكيف ان المحب ...إذا أحب وصدق حبه ...ذابت روحه في روح من يحب ..فما بالك إذا كان المحبوب هو الله الجدير بحب كل المخلوقات ...!
كما أوضح الشكل الهزلي الذي أتخذته محاكمه الحلاج بين قاضي شريف و آخر ضعيف ...وثالث له مأرب في تلك المحاكمه غير احقاق الحق
قاض يفهم ان القضاء فصل بين الحق والباطل اولا و آخر يرى أن القضاء هو انتقاء العقوبه الانسب فحسب ..
ــــــــــ
سيظل في كل عصر حلاج ...وسيبقى قدر كل حلاج مأساه
-
هدى يحيى
و من ذا الذي لا يفتنه صلاح عبد الصبور؟!
قليلون هم الشعراء الذين يستطيعون التغلغل إلى أعماقك
بأفكارهم ،، وألمهم ،، وموهبتهم المشعة
هذا الرجل ألقه شديد
حتى أنك تود لو تغمض عينيك قليلاً
من شدة الوهج الذي تغمرك به أبياته
كانت قراءتي الأولى له على ما أذكر هي يرما لوركا
والتي ترجمها بعذوبة أدهشتني وأطربتني بلا حدود
وهنا
عندما يندمج صلاح عبد الصبور في روح روح الحلاج
فيسبغ عليه من أفكاره وأوجاعه الخاصة
حتى لكأنك ترى صلاح بذاته يبكي ذاته أمام الخلائق في بغداد
مقتولاً بالكلمات
ليتركونه بلا رحمة يناجي حيرته بحيرة
وعشقه بعشق
ووجعه بوجع
في ابداعاته الشعرية عموماً ينضح صلاح معاناة وغربة
رائحة شعره قلق وتوتر وانعزال
وشعور طاغ بالاضطهاد والقهر
***************
********* يقول يوسف زيدان في مقاله التحليلي الرائع
صلاح عبد الصبور الذى وجد فى الحلاج شاعراً ، شاعراً بمشاعره ، وقادراً
بحكم انطوائه الزمنى -قبل قرون- على التعبیر عما انطوى فى نفس صلاح عبد
الصبور (الرجل) فأنطقه صلاح عبد الصبور (الشاعر) لما رآه صالحاً من
الحلاج للتعبیر عنه
ولأن صلاح عبد الصبور ، فى زمنه الذى أُردیت فیه الحریات (الخاصة
والعامة) یتوق لإشراق الخلاص ، ولو بتثویر العقیدة .. نراه یُنطق (حلاجه) بما
نصُّه
~**~
أنوى أن أنزل للناس
وأحدِّثهم عن رغبة ربى
الله قوىٌّ یا أبناء الله
الله فعولٌ یا أبناء الله
كونوا مثله
~**~
*********
يبدأ صلاح عبد الصبور من النهاية
فنرى جمعاً من الناس
يتفرجون على الحلاج مصلوباً على شجرة
يهمهمون فيما بينهم
في حزن وشماتة و ذعرٍ ومسكنة
يحكي منهم من يحكي عن خيانته
حيث تمّ تأجير بعضهم للشهادة الزور على الحلاج وإشعال المحاكمة
~~*~~
صَفُّونا .. صفّاً .. صفّاً
الأجهرُ صوتاً والأطول
وضعوه في الصَّفِّ الأول
ذو الصوت الخافت والمتوانى
وضعوه في الصف الثاني
أعطوا كُلاً منا دیناراً من ذهب قاني
برَّاقا لم تلمسه كفٌ من قبل
قالوا : صیحوا .. زندیقٌ كافر
صحنا : زندیقٌ .. كافر
قالوا : صیحوا ، فلیُقتل أنَّا نحمل دمه في رقبتنا
فلیُقتل أنا نحمل دمه في رقبتنا
قالوا : امضو فمضینا
الأجهرُ صوتاً والأطول
یمضى في الصَّفِّ الأول
ذو الصوت الخافت والمتوانى
یمضى في الصَّفِّ الثانى
~~*~~
كعادة الملقبين بالأفاضل والعقلاء
وهم غالباً كائنات آلية لا تفقه إلا الكلمات الجامدة
وتراها بلا عقل ولا روح
تردد العبارات العتيقة بلا فهم
وبلا قدرة على تفهم الحب
نصبوا من أنفسهم حامية للإله
أو للحاكم
أو للمعنى الجامد
وفي كل عصر
تراهم يتشدقون بغباء تحسبه قداسة
و جبن تحسبه علم
وخسّة تحسبها تفقّه
رمى الحلاج بالكفر كثيرون
وعلى رأسهم محمد بن داود قاضي بغداد
فطلب محاكمته أمام العامة والفقهاء
تم اتهام الحلاج بالسحر والشعوذة و اتّباع الشيطان
فكان من حوله غير قادرين على فهم تناغمه مع كل طائفة ومذهب
ويحسبونه تلون ومكر
غير قادرين على تفهم نظرته الفلسفية التى ترى ما وراء الوراء
والتي تناجي جوهر الإنسان وباطنه لا ظاهره
فالفناء في الذات الإلهية
والتجليات العشقية التي يغمرنا في أنوارها الحلاج
كانت للأسف تؤذي أسماع من لا مشاعر لهم
و تترك أنفاسهم القحلة ملتهبة بالغيظ الأحمق
*******
يقول جلال الدين الرومي
"لقد بلغ الحلاّج قمّة الكمال والبطولة كالنسر في طرفة عين"
ويقارن المستشرق لويس ماسينيون
بين الحلاج ويسوع المسيح
ويرى أن اقوالهما قريبة من بعضها فيما يتعلق بالألم والفداء والحياة والحبّ الإلهي
و سمّاه جان شوفالييه مسيح الإسلام
وأطلق روجيه أرنالديز على دعوته تسمية دين الصليب
فمثلا ترى كلاهما على الصليب يصيحون بعبارات متشابهة
فيقول
قد اجتمعوا لقتلي تعصّبًا لدينك، وتقرّبًا إليك، فاغفر لهم
فإنّك لو كشفتَ لهم ما كشفتَ لي لَما فعلوا ما فعلوا
ويقول يسوع
يا أبت اغفر لهم، لأنّهم لا يعلمون ما يفعلون
و كما هي عادة الفجّار مع الأطهار
يتم موت الحلاج بصورة بطيئة مؤلمة لا داعي لذكر تفاصيلها
ويبقى هو نسمة عبيرها باقٍ إلى الآن
وإلى الأبد
******
أَنَا مَن أهْوَى، ومَنْ أَهْوَى أنَا
نحنُ رُوحَانِ حَلَلْنَا بَدَنَا
نحْن، مُذْ كنَّا عَلَى عَهْدِ الهَوَى
تُضرَبُ الأمْثَال للنَّاسِ بِنَا
فإذا أبصَرْتَني أبصَرتَهُ
وإذا أبصَرْتَهُ أبصَرْتَنا
أيها السَّائلُ عَنْ قِصَّتِنَا
لو تَرانَا لم تُفرِّقْ بيْنَنا
رُوحُهُ رُوحِي ورُوحي رُوحهُ
مَنْ رأى رُوحْين حلَّتْ بَدنَا ؟!
~
-
Sarah Shahid
لكل زمان حلاجه..
هذا ما أراد أن يقوله لنا عبد الصبور في مسرحيته هذه
حيث رسم سيناريو لمأساة الحلاج وصلبه في النهاية
فقد نزع الحلاج الخرقة "خرقة العارفين" التي ترمز إلى العزلة والاعتكاف أو بمعنى آخر إلى فردية التصوف، ليخرج من صومعته يعاين أحوال الناس آنذاك والذين ينهشهم الفقر والجوع والظلم، رافضاً بذلك الأفكار التقليدية المتوارثة عن التصوف والتي تقتضي بعزل المتصوفين عن ميدان الحياة
فيتحول المتصوف المنعزل السلبي إلى مرشد ذو دور فاعل
وتتحول الكلمة إلى سيف..
في هذه المأساة نرى أيضاً تنكر أتباع الحلاج ومريديه لقضيته، وعجزهم عن مساندته
قل لي .. ماذا ستصبح كلماته لو لم يستشهد؟
إذاً الحلاج لم يكن كافراً زنديقاً بل محباً عارفاً
ولم يصلب بتهمة الزندقة، بل بتهمة أخرى مستترة هي تهمة التغيير، تهمة الوعي، تهمة الثورة على الظلم
هذا الشرطي استدرجه كي يكشف عن حاله
لكن.هل أخذوه من أجل حديث الحب؟
لا، بل من أجل حديث القحط
أخذوه من أجلكم أنتم
هذه هي مأساة الحلاج .. وهي ذاتها مأساة صلاح عبد الصبور الذي عبر عن حيرته بقول الحلاج: ماذا أفعل؟
مأساة الحلاج هي عمل عبقري مثّل رحلة عبد الصبور خارج السرب في عهد حمى القوميات
-
محمد أحمد الشواف
من الأول وانا حاسس إن أبو عمر من أمن الدولة
الشرطة كانت قايمة بدور الإعلام الفاسد, كانو بيستخدموا الدين عشان يحمو السلطان, وطبعا كان مساعدهم جهل الشعب الكحيان, اللى مبيحلمش غير بالزيت والسكر. انت بس قول "كافر" وانت تشوف العجب.. وآآه يابلد !
وطبعا الرسايل اللى كان بيبعتها الحلاج لأبى بكر الماذرائى, والطولونى, وحمد القنائى اتقفشت وقطعوا عنهم النت!
هو دا الحال.. مبيتغيرش, الاستبداد زى ماهو .. اللى اتغيرت مسميات!!
ـــــــــــــــ
ـــــ الكتاب رائع , لغة صلاح عبدالصبور قوية, راقية, شاعرية تليق بالصوفية. تذكرنى بلغة يوسف زيدان..لكن قصره جعله ناقص.. يصلح أكثر ككتاب اقتباسات منفردة..
-
Nour Abed
تحدث صلاح عبد الصبور في هذه المسرحيّة الشعرية عن قصة حياةِ الحلّاج وكيف كان الموت حليفه لأنه دعا إلى نبذ الظلم ودفع الفقر عن الناس بقلبٍ صادق. على الرغم من أنَّ الكاتب لم يُسهب في تفصيل الجانب الروحيّ والصوفيّ الذي عُرف به الحلّاج، إلا أنَّ هذا النص البديع بدا لي كاملًا فهو مُحمَّلٌ بالعديد من الأفكار الإنسانيّة التي يحتاجها مجتمعنا الحالي بشدة وسط ما يعصف بنا الآن من تناقضات. مأساة الحلّاج هي في الواقع مأساة كلِّ المصلحين الاجتماعيين، هي مأساة كلِّ المُخلصين، هي مأساةُ كلَّ المُختلفين؛ وما أحوجنا الآن لحلّاج جديد!
-
Islam Ibrahim
نا كنت قاري عن الحلّاج قبل ما أقرأ المسرحية ،، و كان عندي نفور من الحلاج خصوصا إن أنا مش بحب الشطحات الغير مبررة و بالذات في الدين
بس بعد المسرحية و الأسلوب اللي الرائع لصلاح عبد الصبور ،، تعاطفت شوية مع الحلاج ، أو على الافل زال نفوري منه
و على فكرة هي مش مأساة الحلاج بس ،، دي مأساة ناس كتير ضاعت حياتها بسبب الكلمة
-
حمدان أحمد
كانت تأخذني الكلمات ببريقها الاخاذ ،بنغمها الموسيقي الحالم و بضمير التسامح حينا و بصوت الثائر فيها احيانا الى عالم لا ادري ما هو ولكنى انسى ذاتي هناك _ او اتناسى ..لا ادري _ وبين التأمل في المعنى المراد من وراء تلك الكلمات ...الكلمات اروع من المعنى و المعنى ابدع من الكلمات ..تلك هي مأساة الحلاج
-
نچلاء صلاح الدين
ما الفقر؟
ليس الفقر هو الجوع إلى المأكل والعرى إلى الكسوه
الفقر هو القهر
الفقر هو إستخدام الفقر لإذلال الروح
الفقر هو إستخدام الفقر لقتل الحب وزرع البغضاء
-
kareman mohammad
استخدام المنطق والتسلسل والاقناع في الرد لدي الحلاج مبدع , شخص واثق من نفسه ومن ربه احب هذا الرجل منذ زمن بالرغم من تكفير الكثير له , ولكن مع الحب وخصوصا الحب الالهي لا طاقة للبشر به الا من قدره الله علي ذلك
استخدام الشخصيات وخصوصا الفقراء و المساجين وحوارهم حلو جداااا ,, ليت الناس تحافظ علي كلماتهم قبل اخراجها حتي لا تقتل ما في القلب والذي لا يحيا بعد ذلك فكل كلمة تقتل وتُميت فيه جزء !
بعض مما أعجبني ....
•ليس الفقر هو الجوع إلي المأكل والعري إلي الكسوة ! الفقر هو القهر .. الفقر هو استخدام الفقر لإذلال الروح .. الفقر هو استخدام الفقر لقتل الحب وزرع البغضاء .. الفقر يقول لأهل الثروة اكره جميع الفقراء فهم يتمنون زوال النعمة عنك .. ويقول لأهل الفقر إن جعت فكل لحم أخيك !
•ليس العدل تراثا يتلقاه الأحياء عن الموتى أو شارة حكم تلحق باسم السلطان إذا ولي الأمر كعمامته أو سيفه ... مات الملك العادل ,, عاش الملك العادل .. العدل مواقف .. العدل حوار لا يتوقف بين السلطان وسلطانه !
•إن الوالي قلب الأمة هل تصلح إلا بصلاحه ! فإذا وليت لا تنسوا أن تضعوا خمر السلطة في أكواب العدل !
•لا تبغ الفهم .. اشعر وأحس ,, لا تبغي العلم .. تعرف ,, لا تبغي النظر .. تبصر !
•السيف إذا حملت مقبضه كف عمياء أصبح موتا أعمي !
•لم يسعد العلم قلبي .. بل زادني حيرة راجفة !
-
Faten Ala'a
أجلت قراءته كثيراً ولم يخطر ببالي أن يكون بهذه المتعة
قراءته بالنسبة لي كمن اصطاد عصفورين بحجر كنت أريد القراءة لصلاح عبدالصبور ومعرفة المزيد عن الحلاج ولهذا قرأته .
لا أعرف كيف أصفه أخذي بعيداً هذا الكتاب ربما لأبعد مما كنت أريد ، ولكني لا زلت راغبة في لاستزادة ، الاستزادة بقراءة المزيد لصلاح عبدالصبور بأسلوبه واحساسه المتميز وبمعرفة المزيد أيضاً عن الحلاج تلك الشخصية التي كانت وما زالت تحيرني بل وقد ازددت حيرة بعد قراءة هذا الكتاب !!
-
أحمد عبد الحميد
على المستوى الشعري، فالمسرحيّة رائعة جداً والأبيات لها طابع غنائي مميز. أما بخصوص ما تم التعرض له وما تم إهماله بخصوص السيرة الذاتية لشخصية بوزن الحلاج، فالأرجح أن الشاعر صلاح عبد الصبور كان يكتب نفسه من خلال الحلاج، الذي رأى فيه شاعراً، ومصلحاً اجتماعياً، واتخذه رمزاً لإسقاط مأساته الخاصة وأهمل، إلى حدٍ ما، الجانب التصوفيّ والبعد الروحي الذي كان يميّز الحلاج.
-
Asmaa shalapy
هناك كتب تحزن عندم توشك على الإنتهاء منها , وهذا ما حدث معي عندما قرأـ تلك المسرحية
عندما بدأت في قرائتها أخذتني لغتها الشعرية الرائعة وأفكارها المنسوجة والمتسقة مع الواقع
بأسلوب السهل الممتنع ,تبث في داخل العقل الأفكار دون اقحام , تغزل التعابير الشعرية مع اللغة القرآنية المجازية الرائعة ...
مسرحية رائعة جداااااا
-
أحمد سعيد البراجه
فأدركت أني أعبد خوفي، لا الله
...
ليست مأساة الحلاج فقط ،، بل هي مأساة كل ثائر في وطن يسوده الفقر والجهل ،، والخوف من الحاكم
مدهشة ،، قرأتها مرتين في يومين ،، ومازال أثرها في روحي حتى اللحظة ،، وأعتقد أنني سأقرأها كثيرًا في المستقبل
فلقد أحكمتم حبل الموت
لكن خفتم أن تحيا ذكراه
...
-
هدى محمد
بكيت بحرقة وشوق وكان هذا رد فعل فاجئنى أكثر من أى شخص آخر ..هل كنت أبكى حالى فى التعبد بعدما رأيت حال من هم مثل الحلاج؟؟ ..أم كنت أبكى الحلاج نفسه؟؟ أم ياترى كنت أبكى مأساتنا التى صارت هرما يضرب بجذوره فى تاريخ طويل طويل لا يعلم مداه سوى رب البرايا ..فطالما اختلفت الشخوص والوجوه أو حتى الأمكنة والنتيجة واحده وفى كل مرة .وأحسبنى ما رأيت قوما يبغون الجهل سبيلا عمدا وبسبق إصرار ونية مبيته سوانا نحن!! ..نحُكِم إطباق أجفاننا كى لانرى مانعجز عن رده فنرد لذواتنا المسلوبة الكينونه لنشعر بالقهر ..ولى ثمة رجاء أيها المقبورون صلوا من أجلنا ..عل صلاتكم تشفع ذات يوم !!
لعلنى كنت أبكى حلاج زماننا هذا وأزمنة أخرى مضت وأزمنة كثر ستأتى وإن كنت اتمنى من خالص قلبى أن يتبدل الحال ..
وبعيدا عن لعبة السياسة اللعينة ومبدأ النفعية الذى يجرى منا بنو البشر مجرى الدم كأنه شيطانا يفوق ابليس حقدا وغلا ..قالها أشرف الخلق محمدا صلى الله عليه وسلم ..ماأخاف عليكم أن تشركوا بعدى ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها (يقصد مفاتيح خزائن الأرض) سيظل المال مبعث كل شرور العالم وأما السلطة وابتغاء الحكم ففتننا التى لن نبرأ منها فى هذه الدنيا . إثمنا المصلوب فى اعناقنا مشوها جباهنا
وماذا عساى أن أقول يا عبد الصبور إذ أنك وفى نصا واحدا اختصرت فى غير إخلال ماقد تحويه أعمارا وأعمارا ..زهدا ..ألما ..مكاشفة لأنفس شحيحة وأخرى معذبة وثالثة هائمة فى ملكوت الرحموت ..ضحدت الحجة بالحجة ورددت البيان بالبيان ..وواريت حينا ..وأوضحت إسهابا أحايين أخرى ..
أحسنت يا هذا وإن كنت أعرف أنك لن ولم تكن لتنتظر كلمة كتلك من قارئة متواضعة مثلى لكنك استحققتها بكل حرف وكل مبنى ومعنى .
أعتقد بلا شك بل أؤكد جزما أنك من قليلين أثروا فى حياتى ولن أعود يوما مثلما كنت قبل على الأقل فى مفهومى لربانية العبد التى قد يهبها الله له إن أخلص فى العباده "عبدى أطعنى تكن عبدا ربانيا تقول للشىء كن فيكون" حديث قدسى * ولكن كيف وصل هؤلاء لهذى الدرجة من العشق والفناء فى العبودية ..كيف يرون عبودية الخوف والطمع إلحادا لايليق بخالق عظيم مثل الله العظيم؟ ..كيف تنصلوا من كل ثوب شابه منفعه إما بدرأ عذاب أو فوز بجنة ؟ ونقحوا قلوبهم عبودية لله لأنه يستحق العبودية فى ذاته وكمال صفاته ..كيف لهم بهذه الشفافية القلبية ؟كنت قديما اسمع أمى تخبرنى مقولة عن رابعة العدوية رضى الله عنها واتعجب كثيرا ..بل إننى ليلة سمعتها للمرة الأولى من أمى ما خالجتنى سنة من نوم هانىء أو راحة فى مهدى ..كاد عقلى ينفجر بـ كيف؟ وكانت رابعة تقول "اللهم إن كنتُ أعبدُكَ طمعًا في جنَّتك فاحرمني منها، وإن كنتُ أعبدُك خوفًا من نارك فاحرقني فيها" من أين لها بهذه الثقة ولكنى لاحقا واليوم أدركت مبطن معنى العبارة ..ليست عهدا ممدودا أخذته على الله أن تدخل الجنة أو حتى يقين بأنها تحاشت النار السرمدية حاشا لله وإنما إقرارا بعبودية الله لأنه أهل لذاك ابتداء ومن ثم يأتى الطمع بالجنة وخشية الوقوع بالنار.
سأنتهى الأن لأننى إن قلت ماوفيت.ويتبقى قولا واحدا
أفضل ما أهديتنى إياه ياعبد الصبور هو رفيق تعلمت منه شيئا "الحلاج" ورفيق نبذت منه أشياء " الشلبى" ورفيق تمنيت لو اراه مجسدا فى يومى الحالى "ابن سريج" ورفيق دعوت الله ألا يبلى به قوما "أبو عمر" هذا بالإضافة لبضعة أبيات سأحفظها فى قلبى للتذكرة وربما للعبرة ..أو للتأمل وفهم مبهم وغامض الأشياء من حولى فعلى كل الأوجة أنا مدينة لك بالكثير ..
لاأريد أن انهى المراجعة أشعر أننى أعطيتك أقل مما تستحق ..بيد أن كلماتنا ستنفد هذا وعد الله ولكن ليس لمن قالها بإخلاص وأتمنى أن أكون وفقت فى إخلاصى إن لم يحالفنى حظا وافرا فى تبيانى .
-
Hamdy Boghdady
قبل أي شيء ربما إسم "الحلّاج" أحدث ضجيج في عقلك كان بالسلب أو الإيجاب عنه، تذكرت بيت شعري للحلاج، حديث صديقك عن كفره، أغنيات من أشعاره لمشهورين غنّوها، لا بأس.
لسنا بصدد مناقشة أي شيء هنا يتعلق به، كل الحديث عن مسرحية مبدعة تناولت جزء من محاكمة
"مأساة الحلّاج"
هو عبارة مئة وقليل من الصفحات، ينقسم لأربع أجزاء:
-الجزء الأول .. الكلمة، يتكون من ثلاث مناظر مسرحية.
-الجزء الثان.. الموت، يتكون من منظرين مسرحيين.
-تذييل ، بهذا التذييل عدة عناوين لكتب ودراسات عن "الحلّاج".
-في النهاية سيرة ذاتية قصير عن الشاعر.
مأساة الحلّاج:
مسرحية تتكون من عدة فصول وشخوص، يتكلم شخوصها بشعرٌ حر مميز، لغة عربية قوية، العديد من المشاهد، الحب، الشك، الظلم، السجن، الحكمة وغيرهم.
عند القراءة في الصفحات فلن تقرأ فقط، لكنّك ستتخيل المسرح أمامك، بشخوصه، كلماتهم، وحركتهم، أصوات أقدامهم حتى!
بعض الكتابات الجميلة تقف أمامها مندهش، لا تستطيع أن توصف جمالها، هي قليل، هذه المسرحية من القليل!
استمتعت بمشاهدتها، لا أكذب فلم تكن قراءة فقط..
مسرحية شعرية جميلة، أول ما أقرأ من أعمال (صلاح عبد الصبور( ولن يكون العمل الأخير بالطبع.
أرشحّه وبقوة للقراءة.
13\2\2017
-
Moussa Jourdan
مسرحيةثورية لصلاح عبد الصبور ضد حكام الرداءة والحيف والظلم استدعى فيها رمزا من الثراث العربي القديم انه العرفاني الصوفي الحسين بن منصور الحلاج الذي سلك مسلكا وعرا في سبيل الوصول الى الحقيقة الروحية بعيدا عن الاحكام والنصوص الجامدة لفقهاء الاسياد والحكام حتى لفقت له التهمة الشنيعة بالتزندق والحلول وهي امور ينكرها جملة وتفصيلا ولمن تشرب بعمق من نهر اشعاره سيفهم القصد .
عودا على بدا سيحاول صلاح عبد الصبور ببعث هذه الشخصية الاشكالية من رفوف كتب التاريخ موظفا اياها كقناع للبـوح بمكنـون الذات والقـول عبر الاخر في زمن الكبــت والرقابـــة الفكريـة التي شهدته مصر في فترة معينة مما سيضفي على الحلاج بعدا ثوريا علاوة على كل هذا المسرحية صيغة باسلوب فني جميل وراقي بمعجم صوفي روحاني صراحة مسرحية تستحق القراءة ولما لا مشاهدتها مشخصة على ركح المسرح ان توفر ذلك
-
yousra mokhtar
" الحلم جنين الواقع
اما التيجان ..
فانا لا اعرف صاحب تاج الا الله
والناس سواسية عندي
من بينهم يختارون رءوسا ليسوسوا الامر
فالوالي العادل
قبس من نور الله ينور بعضا من ارضه
اما الوالي الظالم ..
فستار يحجب نور الله عن الناس
كي يفرخ تحت عباءته الشر .. "
-
Mariam Adel
أصحابى أكثر من أن تحصيهم يا إبراهيم
أصحابى آيات القرآن وأحرفه
كلمات المحزون المهجور على جبل الزيتون.
أحياء الأموات, الشهداء الموعودون,
فرسان الخيل البلق ذوو الأثواب الخضراء. آلاف المظلومين المنكسرين
رائعة :") ♥
-
Abdelrahman Abdelzaher
صلاح عبدالصبور
كان مثل نوح يبشركم بالقيامه واندثارات الغد السحيق لا لكي يسخر منكم بل لكي يهديكم
هذا اراه فى اعماله